بعد مرور ثلاثة أيام من دفن ملك ..
وقف عمر صحبة رجاله أمام المقبرة و قد كان ممسك بيده يد لارا ..
عمر : جمال ..
جمال : نعم ..
عمر إنتم إستنونا هنا و أمنوا المكان كويس ..
جمال : حاضر ..
جذب عمر لارا في صمت و إتجه نحو قبر ملك .. وقف أمامه و إلتفت إليها .. ثم مسح وجنتيها بحنية ..
عمر : حبيبتي أنا لسه مش فاهم وافقت على طلبك داه إزاي .. بس أديني هنا واقف معاكي .. مهما حصل إنتي ما لكيش ذنب فيه .. (إقترب ليقبل جبينها) .. أنا ها أستناكي هنا ..
هزت رأسها بالموافقة .. و إتجهت بأرجل متثاقلة نحو القبر .. وقفت أمامه و قرأت الفاتحة .. بعد صمتا طويل أخذت نفسا عميق ..
لارا : ربنا يرحمك و يغفرلك .. أنا مش عارفة ألومك و لا أهنيكي إنك خلاصتي منه .. أنا وصلت مرحلة الإنتحار دي كذا مرة بسببه و عارفه إنك ما وصلتيش المرحلة دي من غير سبب .. بس مهما حكيت و شرحت في حقيقة مش ها تتغير و هي إنك ميتة دلوقتي مش موجودة معانا و لا بتأخذي نفس معانا .. ليه يا ملك ؟ ليه خسرتي دنيتك و أخرتك مع بعض ؟ .. ليه إستسلمتي و بقيتي ضعيفة بالشكل داه ؟ .. ليه سبتي إبنك إحارب حياة صعبة زاي دي لوحده ؟ .. مهما كبر و حاول يفهم عمره ما ها أسامحك .. (أخذت نفسا عميق و مسحت دمعتها سريعا) أنا عارفة إن كريم حبيني أنا مش إنتي بس رغم حبه الكبير ليا و عشقه المجنون كان بإحبك إنتي كمان و دي حقيقة مش ها يقدر حد إغيرها .. كان بإخاف عليكي زاي ما بإخاف عليا و كان بإعملك أحسن مني و مهما حصل ما يعرفش إقولك كلمة وحشة .. (إبتسمت ببلاهة) الحياة غريبة أوي صح ؟ .. هي غريبة بس مش صعبة .. إحنا بإنصعبها علينا بشخصيتنا و قرارتنا الغلط و بعدين نعلقهم في صورة الحياة الوحشة و الظلمة .. صدقيني لو كنت أعرف إن نتيجتنا ها تبقى هنا كنت سبتهولك يوم ما جئتني البيت و طلبتي مني أبعد عنه .. بس أنا كنت أنانية .. أنانية أوي ..
فلاش باك :
قبل ستة سنوات .. بعد شهر و نصف من حادثة الأسنسور ..
أغلقت حنفية الماء و إتجهت لتفتح الباب ..
لارا : (فتحت عينيها بصدمة) .. إنتي ؟ ..
ملك : (بعينين منتفخة بالدموع) .. ممكن نتكلم شوية ؟ ..
لارا : (هزت رأسها) تفضلي .. (أشارت بيدها ) للدخول ..
ملك : (نظرت لأرجاء الشقة بتمعن) .. إنتي ساكنة وحدك ؟ ..
لارا : (إبتسمت بمرارة) مع الآسف أيوا .. بابي و مامتي توفوا من خمس سنين و من ساعتها و أنا ساكنة وحدي .. حضرتك تشربي إيه ؟ ..