وضعت االصحون فوق الطاولة ..
لارا : (بحماس) يا أمير .. يا مي ... (إتجهت لصالون لتجدهم أمام التلفاز) .. يلا ... (أخذت الريموت و غيرت القناة ليتئفئفوا ثم يتجهون للمطبخ .. ضحكت على ردة فعلهم) .. على فكرة أنا شيفاكم .. (أطلق الإثنان ضحكة و هربا سريعا ) ..
كانت ستتجه وراءهم إلا أن صوت المذيعة أوقفها ..
المذيعة : تتقبل عائلة الصوفي التعزية إثر صلاة العصر .. (وقد وضعت صورة ملك و كتب تحتها المرحومة ملك شكري الأسود ) ..
لمعت عينيها و إصفر وجهها .. شعرت بنوبة إختناق تسيطر عليها .. و الظلام يسحبها ليقع جسمها فوق الأرض و تغيب عن الوعي ) ..
*****
فتحت عينيها بصعوبة لتجد أمامها عمر و عفاف و جمال ..
عمر : (بخوف) حبيبتي إنتي كويسة ؟ .. (لمس وجنتيها بحنان) .. إيه إلي حصل ؟ حاسة بإيه ؟؟؟ ..
لارا : (أغلقت عينيها لتتذكر .. و ماهي لحظات حتى شهقت بالبكاء) .. هي ماتت .. عمر .. أنا السبب .. ماتت بسببي .. (بدأت بالدخول في حالة هستيريا) .. أكيد قتلها .. هو قتلها صح ؟؟؟ ..
أدرك عمر سبب نوبتها .. إقترب منها و عانقها بحنية و أخذ يربت فوق شعرها ..
عمر : هششسسس كل حاجة ها تبقى كويسة .. إهدي ... (أشار بيده لجمال و عفاف ليغادروا المكان .. ثم أبعدها عنه و مسك وجهها) .. حبيبتي إنتي ما لكيش ذنب في موتها ..
لارا : (ببكاء) .. لو ما رجعتش لحياتهم كانت ها تفضل عايشة ما كنش ها يقتلها ..
عمر : (قبل جبينها ) .. ملك إنتحرت يا لارا .. كريم ما لهوش دخل في موتها .. للآسف بعد ولادة إبنها و مرضه بسببها دخلت في حالة إكتئاب و أخرتها كانت الإنتحار ... هما ما أذعش السبب في التلفزيون عشان مستقبل إبنه بس أنا قدرت أعرف ..
هزت رأسها بعدم تصديق ثم إقتربت لتعانقه و تبكي بصمت ..
*****
بعد إنتهاء التعزية ..
جلس كل منهم بإنهماك فوق الكرسي و الكنبة ..
سمر : (بوجه مخذول) .. أنا مش قادرة أصدق إنها ماتت خلاص .. إزاي ما عرفناش ننقذها .. أو نمنعها ... دي عايشة معانا في نفس المكان ..
إقتربت منها حنان و حضنتها ..
حنان : إحنا حاولنا معاها كذا مرة .. و داه كان قرارها .. عارفة إن قرارها ما أخذتوا في وعيها و إنها وصلت لآخر مرحلة من الإكتئاب .. بس هي رفضت كل مساعدتنا ليها .. و صدقيني ..