بعد مرور أربعة أيام ..
تنظر لارا للنافذة بملامح حزينة إلى أن دخل جمال الغرفة وقد وجد الممرضة بصدد إغلاق حقيبتها ..
جمال : يلا .. أنا لسه مخلص الأوراق و نقدر نطلع دلوقتي ..
إلتفت إليه لارا بعينين ممتلئة بالدموع ..
لارا : أخيرا ها أرجع الفيلة و أشوف أمير و مي أنا مش قادرة أصدق إزاي قدر ينفذ كلامه و يبعدهم عني طول الأيام دي و كمان يرفض إشوفني بأي شكل من الأشكال ..
إتجه جمال ليحمل الحقيبة دون أن يجيبها ..
جمال : يلا سعيد مستنينا ..
*****
أثناء الطريق ..
راقبت لارا الطريق بإستغراب ..
لارا : جمال هو إحنا رايحين فين ؟ .. داه مش طريق الفيلة .. (إختنق صوتها بالبكاء و هزت رأسها بالنفي ما إن أدركت سبب صمته) .. مستحيل .. عمر مستحيل يعمل فيا كده صح ؟ هو مش ها يبعد الأولاد عني صح ؟ .. (بدأت بضربه) .. أبوس إيدك يا جمال خوذني عندهم .. (بدأت بالبكاء) و حياة أغلى حاجة عندك كلمه خليني أشوفهم أخر مرة .. واللهي العظيم أخر مرة ..
جمال : أرجوكي يا لارا ما تصعبيش الموضوع و حاولي تتقبليه ..
عادت لتهز رأسها بالنفي ..
لارا : دول أولادي .. عايزني أتقبل بعدهم عني إزاي ؟ .. عمر أكيد تجنن .. أنا مستحيل أتنازل عنهم .. وقف العربية دي .. وقف العربية بأقولك ..
سعيد : إحنا وصلنا ..
هز جمال رأسه لينزل و يطلب منها النزول ..
لارا : أنا مش نزلة مكان غير الفيلة ..
تمسكت برأيها و ظلت بالسيارة إلا أن جذبها جمال من يدها لتنزل ببطىء ثم أخذت تراقب المبنى أمامها .. كان مبنى مكون من عشر طوابق لا يدل على شيء إلا على غناء سكانه ..
قاطعها جمال ببإشارة يديه ..
جمال : تفضلي من هنا ..
لارا : (إحمر وجهها) جمال أنا مش متحركة من هنا غير لما أشوف عمر قدامي ..
جمال : (تمسك بقوته ) مدام لارا أنا معايا أمر إنك لو ما نفذتيش الأوامر ها أضطر ..
لارا : (ضحكت بهستيريا ) تضطر إيه ؟ .. (بإستهزاء) .. تقتلني مثلا ؟
جمال : (بإبتسامة خبيثة) لا بس .. (إتجه ليحملها)