XXIII

130 19 12
                                    

كان يحدق بها بينما هي لا تحيد نظرها عن نقطه ثابته في الفراغ؛ ولكن تبدو للمارانها ترى اكثر مما يراه ربما ترى ما يقبع في الجانب الاخر من الحائط، وربما تتمعن في ثقب اسود دودي وتراه كيف يمتص الضوء ليحل الظلام وينتشر بين كل المجرات المضيئة سابقا، وربما تبدو فقط آفِلة عما حولها بينما  يداعب الهواء ما ظهر من بشرتها العارية.

  وربما الكثير والكثير من ما يظنه الماربها ولكن الامر الاكيد انها تعاين وتبصرعميقا داخل روحها المهشمة وجسدها الذي فقد بهائه واكتسب شحوبا يطغى على ملامحها حتى بات عسير التعرف عليها حتى لمن يعرفها سابقا؛ هو ايضا لربما تصاغر عن التعرف عليها، انها نفسها  الجديدة؛ يتفرس في ملامحها عسى يبصر نفسها القديمة بين كل هذا الحطام ولكن اختفت ملامحها حتى بات ما يلمحه لا يشبهها.

 انه الفراغ فقط، لو لم تقتني  نفس الندبة  فوق كتفها الأيسر لأجحف واستنكر كونها هي؛ هي نفسها خاصته، كيف استحالت بين ليلة وضحاها شخص لا تعرفه نفسه، شخص مبهم غير مأنوس له ولا حتى لها.

لَبِك لك ان تتعرف على نفسك بالندوب، تواجه شغفك بالدموع، يداوي حزنك المزيد من الجروح، ان تفقد جزء ليعيد ذكراه جزء أخر مفقود.

اقتلع شرودة  وإستحوذ على وعيها بقبلة حطت على ندبتها، هو داخله يشكر نبدتها لانها جعلته يدركها عندما كاد لا يتداركها قبل بضع دقائق لعينات.

"بماذا تشردين منذ الصباح؟" هو تسائل ما ان سرت تلك القشعريرة في بدنها ما ان حطت شفاهه على بشرة كتفها العارية.

"بك" نظرت الى عينيه عميقا بينما تطرح كلتا الحرفين ليثمرا بمقلتيه، وهذا كان بمثابة تعويض كافي عن ثقل ووهن روحه أمس، هي أبدا لن تغفل أو تلتهي عنه، هي فقط تجيد ذكره وتذكره.

"ما بكِ تفكرين بي بينما أنا أدنى اليكِ من ثيابك حتى؟" أردف بينما يحيطها من الخلف ويلامس ما ظهر من بشرتها ببشرته العارية هو الأخر.

"لن يكفيني حتى ضغث جسدينا معا ، دائما ما يسرقني تفكيري بك، انت، دائما اجدني محاطة بك حتى عند التهائي، أجداني شارده فـ التقطني بينما أغرق بك" أكملت على مسامعه كلماتها والتي تعني منها كل حرف فيها.

لم يحجم نفسه من نفح قبلة أخرى على جبينها ثم انسل من حولها كما ينسل الماء من الشباك مهما بلغت حدتها وتماسكها، كادت قدمه تلمس خارج الغرفه لتقرر جيروشا ترك كنفها واحتضانه هي تريد احتوائه داخلها ان أمكن، شدت على عناقهم، تريد ان تشعر به أعمق.

"هذا لن يجدي نفعا" نبس بينما يحتضن أيديها التي تلتف حلوله "ليس تلك المرة على أقل تقدير، تعلمين، ما حدث ليس بهين" أكمل بينما ينسل من بين ذراعيها مجددا، لم تعهده تارك للهواء مكانا بين جسديهم فما باله بالانسلال من بين ذراعيها ؟ لطالما انتهى شجارهم بعناق يجمع شتاتهم، قبلة تنهي بعثرتهم،.

Behind The Gucci Modelحيث تعيش القصص. اكتشف الآن