بين الحب والقسوة

الفصل الثالث والثلاثون

 

ندي : أنا عايزة اعزم إيمان وعمرو

التفت اليها وقد أصبحت عينيه كتلتين من اللهب المشتعل هتف من بين اسنانه : تعزمي مين
ندي باضطراب: ااايمااااان ، اصصصصل انننت ممممش فاااهم 
ليث غاضبا: بطلي تهته اتكلمي عدل ، ايه بقي اللي أنا مش فاهمه، عايزة تعزمي صاحبتك علي عيني وعلي رأسي لازمته ايه بقي البيه أخوها
ندي بخوف: اصل اايمان ما بتخرجش لوحدها خالص ، لازم عمرو يبقي معاها، حتي لما كنا بنخرج أنا وهي كان عمرو بيجي معانا

ليث بعصبية: كان عمرو ب...ايه يا أختي

ندي سريعا: قصدي يعني انه كان بيروح مع اخته مالوش دعوة بيا والله 
اغمض ليث عينيه واردف بغيظ : اخرسي يا ندي ، اخرسي عشان ما اتغاباش عليكي 

ندي : يعني هتعمل ايه
ليث بحدة: صاحبتك آه الزفت أخوها دا لاء 
ندي : عمرو مش هيرضي يخلي إيمان تيجي لوحدها 
ليث: هوديلها عربية لحد البيت 
ندي بحزن: علي فكرة أنت مش بتثق فيا 
ليث بغيظ: يا مصبر الوحش على الجحش ايه علاقة دا بالثقة انتي عايزة خناقة وخلاص 

ندي بضيق: أنا الي عايزة خناقة ولا أنت الي عصبي 
ليث بجمود: والله دا بيتي وأجيب فيه الي أنا عايزه 
ندي بانكسار: صح في دي عندك حق أنا آسفة 

كادت أن ترحل من امامه عندما امسك برسغ يدها 
ليث بضيق: استني عندك ، وبعدين يا ندي العيشة كدة مش هتنفع أنا بحب عندك آه بس ما تزودهوش ، مالك يا ندي ليه مصرة إن الي اسمه عمرو دا يجي بعد الي حصل اكيد عندك سبب وأحب اعرفه

ندي بدموع : عشان هو قال عليك مريض ومجنون ، فأنا كنت عايزاه يحضر الحفلة عشان والله ايمان وحشتني وعشان يعرف أنك مش مريض ولا مجنون وأنك اعقل واحن إنسان في الدنيا 

تلاشي غضبه كله وكأنه لم يكن موجود بالأساس ، عزفت ابتسامته الحنونة الصافية انغامها العذبة علي اوتار شفتيه 

ليث بمكر : ما اكنتش أعرف أني أعقل واحن إنسان في الدنيا 
ندي بخجل : ااانت ، انت ، أنت رخم على فكرة سيب ايدي عشان أروح لمنه
ليث مبتسما بخبث: ولو ما سبتهاش 
ندي بخجل: هعيط والله هعيط 
جذب ليث يدها الي أن اصطدمت بصدره : اهو سيبتها 
تقسم أنها سيغشي عليها من شدة الخجل : لييث عيب كدة 

ليث ضاحكا: دا علي اساس أن أنا شاقطك 
ندي بغيظ: أنت قليل الأدب ورخم ، يا رب أهو يا رب ، قليل الادب وبيعمل حاجات قليلة الادب 
انفجر ليث في الضحك حتي ادمعت عينيه : مش بقولك انتي عسل 
ندي بضيق: طب سبني يا طحينة 
ليث بخبث: ما تيجي نحط العسل علي الطحينة وندوبهم في بعض 
ندي بخجل : أنت
ليث بشعف : أنا ايه
ندي بخجل: أنت
اقترب بوجهه حتي لفحت انفاسه وجهها واردف هامسا : أنا بحبك 
كاد أن يقبلها عندما سمع فجاءه صوت اخته تنادي عليهم : يا ليث يا ندي ، انتوا نمتوا 
فرت ندي سريعا من امام ليث وذهبت ناحية الباب وفتحته 
ندي سريعا: لاء يا منه صاحيين
منه بضيق: طب يلا مش عايزة افطر لوحدي 
ندي : حاضر ، جاين وراكي
تركتها منه ونزلت لأسفل 
ليث بضيق: عليا النعمة الجوازة دي منظورة
ندي ضاحكة: أنت اللي قليل الأدب
ليث بخبث: اضحكي ، اضحكي ، راجعلك بليل 
ندي مغيرة مجري الحديث: ممكن اطلب منك طلب
ليث ببرود وهو يعقد جرافت بدلته : لاء ، عشان انتي طلباتك رخمة زيك
ندي بغيظ : أنا رخمة ، الله يسامحك 
ليث: اخلصي يا ندي عايزة ايه 
عقدت ذراعيها أمام صدرها وانكمشت ملامحها بضيق طفولي : خلاص مش عايزة حاجة
ارتسمت ابتسامة صغيرة علي شفتيه فتلك الصغيرة تثير فيه مشاعر كثيرة ومنها مشاعر الابوة 
تحرك نحوها الي أن وقف أمامها مباشرة ، فامسك كتفيها بحنان : خلاص ما تزعليش ، حقك عليا يااحلي لمضة شوفتها في عمري كله، ها بقي يا ستي كنتي عايزة ايه