الفصل الثلاثون

17 1 0
                                    

منه صارخة: ندي ، ندي يا نهار أسود قومي يا ندي
لحسن حظها كانت منه لازالت تمسك الهاتف الذي أعطاه لها ليث ، فتحته سريعا وطلبت رقمه
ليث: خير يا منه
منه بصراخ وبكاء : الحقني يا ليث ندي ماتت 
سقط الهاتف من يده ومعه قلبه ، صرخ في السائق بغضب 
ليث صارخا بغضب : ارجع الفيلا بسرعة 
انتفض السائق من مكانه وهز رأسه عدة مرات وادار المقود عائدا الي فيلا ليث 
في دقائق كان قد وصل 
نزل يركض باقصي ما يملك من سرعة ، الي أن وصل الي غرفتها ، تجمد مكانه اتسعت عينيه حتي كادت تملئ وجهه 
صرخت منه فيه عندما وجدته في تلك الحالة: أنت واقف عندك ليه بسرعة تعال الحقها
كانت كلماتها شرارة ايقاظه اندفع ناحية جسد ندي الملقي ارضا 
وامسك كتفيها وبدأ يهزها بعنف وهو يصيح ويبكي : نددددي ، لييييه ، ليييه عملتي كدة ليه ، ليه عايزاني ابقي يتيم تاني ، ليه عايزة تخليني أعيش في عذاب ، ليه مش مصدقاني ، أنا عارف إني قسيت عليكي كتير بس اتغيرت والله اتغيرت ، قومي يا ندي ، قومي يا حبيبتي مش هقدر أعيش من غيرك ، ليييه عملتي كدة ليه ، ليه حرام عليكي ليه 

حملها سريعا ونزل يركض لأسفل ومن خلفه منه وضعها في السيارة فركبت منه بجانبها واستقل هو مقعد القيادة ، كان يقود بجنون
منه بقلق: ليث ، براحة يا ليث هتقلبنا 
لم يستمع حقا ستظن انه يهمه حياته للآن ، فحياته حقا تحتضر علي الكرسي خلفه 
وصل الي أقرب مستشفي فاوقف سيارته 
ونزل منها سريعا وحمل رؤي ودخل راكضا الي المستشفى 
ليث صارخا: انتوا يا بهايم ، بسرعة بتموت 
اخذها منه الممرضات سريعا وذهب خلفم احد الأطباء ، امسك ليث الطبيب من تلابيب ملابسه وصرخ فيه بعنف : حياتها قصاد حياتك لو حصلها حاجة هقتلك 
ازدرق الطبيب ريقه بخوف وهز رأسه ايجابا سريعا فتركه ليث ليسرع الي غرفة ندي
بينما ظل يجوب هو الممر امام الغرفة ذهابا وايابا يتحدث مع نفسه
ليث في نفسه؛ ليه، ليه عملت كدة ، أنا مش فاهم حاجة يعني لما كنت قاسي عليها عمرها ما فكرت تعمل كدة دلوقتي لما اتغيرت وحبتها بجد تعمل كدة ، يا تري ايه الي حصل ، كانت كل حاجة كويسة أنا ما زعلتهاش ، طب ليييه أنا هتجنن مش هسامحك مش هسامحك 
لا لا هسامحك بس انتي قومي ، ما تسبنيش ، يارب ما تعاقبنيش فيها يا رب 

فاق من شروده عندما شعر بحركة باب تلك الغرفة يفتح ، هرع ناحية الطبيب مسرعا
ليث بلهفة: هي كويسة صح ، صح
الطبيب بابتسامة هادئة : الحمد لله الجرح كان سطحي ما وصلش للوريد ، احنا خيطنا الجرح ونقلنلها دم ، وكلها شوية وهتفوق 
منه براحة: الحمد لله اللهم لك الحمد ، ليث أنت لازم تخرج حاجة للفقرا 
ليث بجمود : أنا لازم أعرف هي عملت كدة ليه
منه: جاسر براحة عليها ، ما تنساش انها دلوقتي تعبانة 
هز رأسه إيجابا بشرود 
دخل الي غرفتها ومن خلفه منه فوجدها ساكنة علي الفراش شاحبة العديد من الأجهزة متصلة بها 
سحب كرسي وجلس بجانب فراشها يراقبها بصمت وعيون حادة تريد أن تخترق ذلك العقل لتعرف فيما كانت تفكر وهي تفعل ذلك الفعل الأحمق ، بعد مدة بدأت تفتح عينيها بصعوبة فوجدت تلك العينين ينظران لها بغضب 
فانتصفت في جلستها سريعا تنظر له بذعر 

بين الحب والقسوة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن