لا تعشقوا الغرباء فانهم دوما على رحيل .
قدر الفقراء
11
رحيل
صحى محسن الصبح على صوت الحركة بالشارع .. سيارات .. وهورانات . كان نايم جوه سقيفة المطعم, بصف الميز اللي يعدون عليه الزلايط وثرم اللحم . حس على صوت الذبان ودبيبه على جسمه وبكل مكان .
حاولت ذبانه تدخل لخشمه . كان يتصور نفسه دا يحلم .. قبل لا يفتح عيونه, نش الذبان عن وجهه وطخت ايده برجلين الميز . فز على روحه . تلفت بكل الاتجاهات .. حاول يستذكر المكان .. تاهت عليه الاتجاها . سأل نفسه :- لك هاي انته وين محسن .. هاي شجابك لهنا ..؟!
باوع على روحه .. على ملابسه .. نايم بالگاع .. متمرغل بالتراب وبقايا رماد الفحم المتناثر بالمكان . لازگ على قميصه وبنطرونه قطع طماطة واشياء ثانية ما تمكن يميزها .
مد ايده على راسه .. وغمض عيونه وعصرهن .. صداع فضيع كان يضغط عليه راسه ويمنعه من التفكير السليم . كل عظام جسمه توجعه .
بقى يردد :- لك محسن هاي انته وين ..؟ وشجابك لهنا ..؟ وليش هيچ صاير بيك .؟!!
فتح عيونه .. استعان بحافة الميز ونهض . يدوبك تمكن يشيل روحه .
تلفت مرة ثانية بكل الاتجاهات . ضربت اشعة الشمس بعيونه .. ما تحمل ضوه الشمس .. رجع غمض عيونه من جديد ؟
حاول يستذكر اللي جرى له . كل ظنه كان يعيش كابوس .
دنگ للگاع وفتح عيونه .. شاف نعال الاسفنج المگطوع . انتبه على الاصبع الچبير لرجله اليمنى .. دم متجمد على اظفره .. استعاد جزء من وعيه واستذكر واقعة عثرته بگنطرة ساگية المياه الآسنة .
تذكر الشبان الثلاثة ومشاركته الهم بشرب العرگ .. تذكر طلعته من البيت غضبان من أمه .. انتچى على الميز .. غمض عيونه وفرك گصته وبقى يفكر ..
لك هاي محسن شصاير بيك ..؟!! وذولي شلون عافوك ..؟ وليش عافوك ..؟ وليش أصلا نمت هنا .. ؟!!
ما توقف الذبان عن مهاجمته .. مع كل نشه لاسراب الذبان اللي كانت تهاجم وجهه يتشتت تفكيره . بين ما يحاول يعيد تركيز أفكاره حتى يتمكن يستعيد اللي جرى له يعود الذبان لمهاجمته مرة ثانية .
من ما تمكن من تذكر الأسباب اللي خلته ينام بهذا المكان ركز تفكيره كله حتى يستعيد قدرته على تحديد الاتجاهات . كان مثل ما يگولون مفتر راسه .. ما يعرف لا شرق ولا غرب ولا الشمال من الجنوب .
دور على حنفية المي الخارجية اللي عادة ما ينصبوها أصحاب المطاعم الشعبية بصف محلاتهم .. ما لگاها .. انتبه على انابيب المي , شافها داخله للمطعم وما خارجه منه .
راد يغسل وجهه عسى ولعل يستعيد نشاطه ويخفف من صداع راسه . ويستعيد قدرته على تحديد الاتجاهات حتى يعرف مكان بيت اهله .
أنت تقرأ
قدر الفقراء
General Fictionكما قصصنا الاخرى قصة مستمدة من الواقع جرت احداثها في سبعينيات القرن الماضي تتناول امور عدة بين ظلم ومعاناة واشخاص عاشو حياة السجون وجربو مر الحياة