قدر الفقراء

قدر الفقراء 15

قدر الفقراء

15

الخطوبة

#قصص #عراقية #واقعية #للكاتب #قدوري #الدوري

قبل لا يطلع محسن من بيت أم أزهار وگفته الأم عند عتبة الباب, وشرحت له بالتفصيل كل الحجج والذرايع اللي ساقتها لجبار حتى تقنعه بالموافقة على الخطوبة . عادت الكلام أكثر من مرة على محسن وبكل مرة تطلب منه يأكد لها فهمه للموضوع, حتى لا يغلط ويزلك بالكلام ويذكر أمر ما اتفقت ويا عليه .

بعد أن تأكدت من محسن حفظ الدرس بشكل تام, طلبت منه يحضر باليوم الثاني لبيتها بين آذان الظهر وأدان العصر . من سألها عن السبب ما انطته جواب .. گالت له :- خليها مفاجئة .. من تجي أفهمك . بس أريدك تجي كاشخ ومترتب .. هااا . موتجيني بملابس الشغل . هااا ولا تنسه تزين لحيتك .. اليوم لحيتك عاليه .

:- أي خاله .. أي .. مثل ما تريدن .

بقى محسن متلهف لمعرفة المفاجأة, وحسب لها ألف حساب .. ما صدگ باليوم الثاني على ما أذن الظهر . ترخص من اصطه جمال الحداد وراح لبيتهم . غسل وبدل واكل له لگمه على السريع وتجاهل أسئلة أمه واستغرابها لطلعته بالحَر, وتوجه لبيت أم أزهار .

وصلهم الساعة بالثلاثة الظهر . استقبلته هي وبنتها بالترحاب وبعد ما نطته أزهار طاسة مي عافته وتبعت أمه ودخلت وياها لوحده من الغرف بلا ما يعرف السبب .

بقى محتار بأمرهن ..

من ورا باب الغرفة كان يسمع صوت ضحكاتهن وبسبساتهن .. بلا ما يفرزن كلماتاهن .

أكثر من مرة فكر يتقرب من الباب ويسمع سوالفهم وخجل من نفسه وتراجع .

قتله الفضول وهو يتطلع لمعرفة الأسباب .

بعد نص ساعة طلعن من الغرفة .. هيفاء خاله على راسها العباية, بلا ما يفطن لتفاصيل ملابسها الثانية . كل اللي انتبه له كانت على عكس بقية الأيام محمره شفايفها بحمرة وردية ومكحلة عيونها وخاله على جفونها ظل شذري .

أما أزهار فعدى عن المكياج الخفيف اللي خالته فكانت لابسة نفس الفستان المشجر اللي كانت لابسته بأول طلعتهم سويا بشهر آذار بيوم راحوا لكورنيش ابو نواس .

بالبداية ما فطن للفستان لان بهاي المرة ما كانت لابسه جواه بلوز اصفر مثل ما كانت لابسته بالطلعة الأولية .. ولا شايله جنطه صفره بايدها . لهذا تصوره فستان جديد, كاشف عن مفاتنها اكثر من فستان الكيمونه اللي كانت لابسته قبل يوم . ويفوح منها نفس العطر .

شعر بالحرج, خاف لا احد يشوفه وياها ويتحرش بيها . ما كان هذا اللبس شايع بين بنات المناطق الشعبية وخصوصا بمنطقة مثل منطقة الثورة ..

مع هذا ما كان يمتلك الجرأة للاعتراض, ولا يريد ينغص عليها فرحتها بعد ما ظهرت له مبتسمة وحسسته بان لبسها هذا من اجله .