قدر الفقراء

قدر الفقراء 18

قدر الفقراء

18

شهر العسل

#قصص #عراقية #واقعية #للكاتب #قدوري #الدوري

التكسي اللي اجرها محسن لعند عتبة باب بيت ام زهراء وصلتهم لشارع فلسطين .

هناك دخلن هيفاء وأزهار لصالون حلاقة, بركن ساحة بيروت, وتركن محسن ينتظر بالشارع . بقى رايح جاي .. تضرب بي الشمس ويكتل بي الحر والعطش, الى ان زهگت روحه . استحى يدگ باب الصالون ويطلب مي .

حس بمرارة الإهانة .. عاودته نوبة من نوبات صحوة الضمير اللي كانت تنتابة من يوم اخذ الفلوس من ابوه .

فكر يعوف أزهار وأمها ويرجع للبيت ويعترف لابو ولأمه بكل اللي جرى له ويعتذر منهم , ويخلص من عذاب الضمير اللي بدا يثقل على صدره ..

عبر للجهة الثانية من الشارع .. وگف قريب من الرصيف .. كل ما تمر سيارة ويسمع سكنها يصيح وهو يلحن بصوته .. چوادر .. چوادر.. چوادر .. يهم برفع ايده ويطلب منه يوگف .. ويصعد بالفورتات ويرجع لبيت اهله .. بعدين يتراجع .

صار بين المطرقة والسندان مثل ما يگولون . خايف من كم الملامة اللي ممكن يتعرض لها من أمه وابوه واخوته بعد ما ضيع فلوسهم وشقا عمرهم .. احتمال يطردونه من البيت وما يقبلون عذره . خايف من المشاكل اللي ممكن تحصل له ان هو نفذ هذا القرار . من جهة ثانية خايف لا ياذيها لأزهار . بعدها جذوة الحب تستعر بداخله . فخايف لا ما يگدر على فراگها, ويبقى حبها يجتذبه ويعذبه .

من ناحية أخرى كانت تاخذه العزة بالأثم ويصر على فعلته يبرر لنفسه كل أفعاله .

بذات الوقت كان يصبِّر نفسه إلى أن يحضا باللي سعى له . إلى أن يضوگ طعم العسل ويشبع رغباته .

كل تضحياته من اجل هذا اليوم . فما يريد يضيع صبره وتعبه بقرار متسرع احتمال يفقده أهله ويفقده حبيبته ويبقى يعض أصابع الندم .

ما بقت له غير ساعات . فعليش هلاستعجال !!؟ .

تعب من الوگفة ومن المراوحة بمكانه . تعب من الأفكار اللي كانت تهاجمه .

تعب من الحر .. تعب من العطش, وتعب من الانتظار .

نزع سترة القاط ونسفها على چتفه . تمنى لو يتمكن يتخلص منها وتندم لان لبسها بالحر .

عندها وگف مشدوه, وضرب على گصته . اجتاحت جسمه رعدة .. ارتخت مفاصله . انحنى وخله اثنين ايدي على اركبه . لك ها يشلون نسيت مطي . اويللللي . لك هاي .. اووووو ..

تذكر الخمسة وسبعين دينار المخبيهن بكمر بنطرونه .

ضرب رجليه بالگاع مرتين او ثلاثة . وضرب الستره بالگاع وراد يدوس عليها برجليه . رد حاچه نفسه بصوت عالي .:- لك محسن هاي شلون نسيتهن . ؟!! لك هي مطي صار ثلاث أسابيع .. أكثر تلهوج بيهن من مكان لمكان, وخايف لا امك تغسل البنطرون وتلگاهن او يروحن عليك بالغسيل . تجي بلحظة تسلمهن بايدين هيفاء . هاي شراح يطلعن من بين ايديها .؟!!