قدر الفقراء 17

508 68 8
                                    

قدر الفقراء

17

الزواج

#قصص #عراقية #واقعية #للكاتب #قدوري #الدوري

سلم محسن الأربع مية دينار لخالته هيفاء .. لزمتهن وعدتهن وسفطتهن زين . خلت العشرات وي العشرات والخمسان وي الخمسات والدنانير وي الدنانير وبعد ما تأكدت من حسابهن عزلت خمسين دينار منهن على صفحة وخلتهن بصدرها وگالت لمحسن بلا ما ترفع راسها وتباوع عليه :- شوف عيني محسن الحگ حگ وما ينزعل منه هاي الخمسين دينار حق الجهاز اللي مثبت بالوصل يوم اشترينا الحلقات واللي دفعت فلوسه من جيبي ووياهن العشر دنانير اللي اطيتكياها حتى تشتري الحلقة . كلهن يسون اثنين وخمسين دينار . بس الدينارين من عندي فدوه الك ..

ردت اندارت على أزهار ومدت لها ايدها بالفلوس :- حبيبتي أزهار .. شو اخذي .. عن الحلال والحرام هاي حگ المقدم مالتچ . صحيح معوزات مية دينار بس لعيون محسن كلشي يهون .. اذا الله وفقه يعوضچ عنهن بالايام الجايه . الزمي خليهن عندچ .. ومن اليوم ان شاء نطلع للسوگ نكمل الجهاز .. اول شي نجيب غرفة النوم وبعدها نشوف شتريدين تخلين بايدچ .. باذاناتچ .. تريدين تضميهن هذا شي عايد الچ .. ولا تنسين تكترين خمسين دينار منهن لشهر العسل ...ههههه . ما نريد محسن يشيل هم لذاك اليوم . هاي بقت يمچ بعد .

استلمت أزهار رزمة الفلوس بعد أن تمنعت بالبداية وطلبت من أمها تبقيهن يمها . عافن محسن ودخلن للغرفة يتضاحكن حتى يحضرن حالهن للطلعة بعد ما ترخصن منه .

ومثل كل مرة طلعن بعد نص ساعة آو أكثر متعطرات ومتمكيجات وكاشخات آخر كشخة .

ما عا يهتم محسن لملابس أزهار الگصيرات ولا لدلعة صدرها . من باب الحوش يلزم ايدها ويگودها كلما يطلعون سويا ولا يهتم لنظرات الناس الها .

من راس الشارع اجروا تكسي . طلبت أم أزهار من محسن يگول للسايق يوصلهم للصالحية . بلا ما يعرف محسن وين رايده بي هيفاء .

ما كان يندل الصالحية, ولا شايفها . ولا مره عابر لذاك الصوب ولا شايف الجسوره ولا شايف الشط ابغداد .

كان بداية شهر تموز او نهاية حزيران على ما يذكر .. من صاروا فوگ الجسر اللي ما كان يعرف اسمه وبعدين عرف يسمونه جسر الأحرار تغير الجو, ومن بين لفحات الهوى الحار ضربت بوجهه نسمات باردة . واسمع اصوت النوارس وشافهن يحومن فوگ روس الناس . انتعشت حالته بعد ما كان يعاني من مرارة صحوة ضمير كانت تنتابه بين وقت وآخر, من ساعة ما سلم الفلوس لأم أزهار . خصوصا من يتذكر وصية أبوه بالليلة الماضية بضرورة الحفاظ على الفلوس لكونها حصيلة تعبه وشگا .

كان يعالج صحوة ضميرة بجملة بقى يرددها وي نفسه كلما عاودته صحوة الضمير هذه :- يله بعد هايي .. صار اللي صار . بعدين ما عندي حل ثاني حتى أحضا بأزهار . لو موافقين اهلي على زواجي من أزهار ما كان صار كل هذا اللي صار .. بعدين هماتين كان صرفوا ذني الفلوس على زواجي , ويجوز فوگاهن أكثر .

قدر الفقراءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن