قدر الفقراء
24
القبض على شاكر
#قصص #عراقية #واقعية #للكاتب #قدوري #الدوري
مثل ما تذكرون عفنا شاكر عند باب الزنزانة بسجن الانضباط بالحاريثة وهو يكرر كلمة بجامة .. بجامة .. ويحاول يتظاهر بالجنون وهو يخرج لعابه من فمه . دون ان يتوقف عن ترديد كلمة .. بجامة .. بجامة ..
جره الحارس من ايده وصَّله لباب غرفة الضابط, ووقف عند الباب ينتظر الاذن بالدخول .
بعد دقايق خرج له مراسل الضابط واذن للحارس ولشاكر بالدخول .
دفع الحارس لشاكر گدامه ودخله غرفة الضابط وأدى التحية العسكرية وگال للضابط :- هذا المجنون سيدي ..
:- عوفه واطلع .. هههه . مجنون . شماعية مووو ؟!!.
بعد تردد تركه الحارس لشاكر بغرفة الضابط وطلع وسد الباب ورا .
بالغرفة .. گام الضابط من مكانه وشال عصاة التبختر بيده اليمنى وبدا يضرب بيها على كف ايده اليسرى بحركة منتظمة متناسقة وي خطوات اقدامه وهو يتقدم من شاكر خطوة .. خطوة . الى ان صار على بعد خطوة منه .
حاول شاكر كل جهده يبعد عيونه عن عيون الضابط من خلال قيامه بحركات غريبة توحي بالجنون .
قرب الضابط حلگه من راس شاكر وهمس بأذنه بلهجة ساخرة :- هااا يا ول .. شكوري ( تصغير لاسم شاكر ) عبالك تعبر علينا هاي الكلاوات . وندزك للشماعية ومناك تطفر .
أنصدم شاكر من سمع اسمه . توقف عن إبداء الحركات ألمجنونة وابتلع ريقه وصلب طوله, بعد ما كان حاني قامته .. أدرك بان أمره انكشف .
قهقه الضابط :- لك شاكر .. احچي لي شلون انهزمت من مركز الشرطة .. گواد ..
همّْ الضابط بضرب شاكر بعد أن التزم الأخير الصمت .
انحنى شاكر وجثى عند أقدام الضابط وحاول تقبيلها . فتراجع الضابط عدة خطوات إلى الخلف .
اجهش شاكر بالبكاء . فُتِح باب الغرفة واطل المراسل براسه :- أامرني سيدي .
:- لا ماكو شي .. بس جيب لهذا الملعون مي خل يشرب .
رجع الضابط وگعد على كرسيه .
بعد ما جاب المراسل گلاص المي وشربه شاكر, طلب منه الضابط ان يحچي له قصته .
صار شاكر امام الامر الواقع .. فلم يعد يفيده الانكار . قص للضابط ما جرى له من الالف الى الياء . واقسم له الف مرة انه بريء من التهمة الموجهة له وانه ما هرب الا بعد ان ياس من اثبات براءته .
رغم ان الضابط قد ابدى تعاطفا بيّنا مع شاكر الا انه بقى ينظر له نظرة ريبة وشك . فقد مر عليه الكثيرين من مدعي البراءة من أمثال شاكر .
أنت تقرأ
قدر الفقراء
General Fictionكما قصصنا الاخرى قصة مستمدة من الواقع جرت احداثها في سبعينيات القرن الماضي تتناول امور عدة بين ظلم ومعاناة واشخاص عاشو حياة السجون وجربو مر الحياة