قدر الفقراء
25
انكشاف الحقيقة
#قصص #عراقية #واقعية #للكاتب #قدوري #الدوري
من وصل محسن لدربونة بيت ام ازهار كانوا مجموعة من الصبيان يلعبون طوبة قريب من باب بيت ام ازهار . كانوا منشغلين باللعب فما انتبهوا لمرور محسن من بيناتهم, الى ان دگ الباب .
كانت دگته للباب بهاي المرة تختلف عن دگاته بالمرات السابقة . ضرب الباب بإحدى كفيه بكل ما اوتي من قوة, فاحدث قرقعة جعلت الصبية يتوقفون عن اللعب ويتجمعون من حوله بحركة غير مألوفة .
كانوا يتطلعون على وجهه بلا ما يبدون أي ردة فعل لنظراته المستفهمة .
انتظر للحظات ولما لم يرد عليه احد عاود طرق الباب مرة ثانية .
الحالة التي كان عليها لم تكن لتسمح له بقراءة وجوه الصبية الذين كانت نظراتهم تحمل الكثير من الاسئلة .
تهرب من نظراتهم وأدار ظهره لهم, وضل ينتظر عسى أن يجيبه احد من الداخل .
فُتِحَت من خلفه وعلى جانبيه أبواب عدة من أبواب بيوت الجيران . لكن باب ام ازهار لم يفتح .
صاحت المرأة التي كانت أطلت براسها من الباب المقابل لباب بيت أزهار :- يا ولد لا اتعب حالك .. ولا واحد بالبيت ..
انتبه واستدار ونظر إلى المرأة مستفسرا . فأجابه أكثر من صبي ممن كانوا يتحلقون حوله ويحملقون في وجهه .. :- عمو .. عمو .. جتي الشرطة اخذتهم ..
:- لا عمو لا .. رجعوهم بعدين .
تجادل الصبية فيما بينهم . بين من يقول ان الشرطة اخذتهم وبين من يقول عادت الشرطة بهم وتركتهم .
خرجت المرأة عن صمتها وصرخت بالصبية : لكم سكتوا يده ( جده ) خل نفهِّم الولد .
صمت الصبية وأفسحوا الطريق للمرأة التي تركت بابها مفتوحا وتقدمت بضع خطوات من محسن .
لاحظ محسن أن المرأة التي قدر أنها تجاوزت الخمسين من عمرها والتي كانت موشحة بالسواد وتعتم على رأسها بعصبة من عصابات النساء الجنوبيات تعاني من عرج في احد ساقيها .
كان ينتظر منها إجابة توضح له ما سمعه من الصبية, لكنها بادرته بالسؤال :- بويه ما تگلي شيصيرن لك المره وبتها .
تمتم محسن ولم يكن يتوقع سؤالها :- هاااا . أي .. خالتي .. المره خالتي . وبتها .. مرتي . ليش علويه ..؟
:- يا بعد عوينة العلويه .. چا شو خالهن مثل ما يگلون سفردحه .. ؟!!
جرحته الإجابة المبطنة بسؤال .
بقى ساكت ما يعرف شيرد على العلوية .
أدار رأسه يمينا ويسارا بغية الهروب من نظراتها .
أنت تقرأ
قدر الفقراء
General Fictionكما قصصنا الاخرى قصة مستمدة من الواقع جرت احداثها في سبعينيات القرن الماضي تتناول امور عدة بين ظلم ومعاناة واشخاص عاشو حياة السجون وجربو مر الحياة