بعتذر عن التأخير💙
كل عام وانتم بخير💙
رواية قلب متمرد
الفصل الرابع عشر
(( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي )).
"صدق الله العظيم"
آيات من الذكر الحكيم تلاها الشيخ معلناً بها انتهاء العزاء
فقامت السيدات اللاتى جلسن طوال العزاء يتهامسنّ عليها ثم سلمنّ عليها وهم يرمقونها بنظرات لا ترحم خرجت جميع السيدات من المكان ولم يتبقى سوى جارتها الفظة التى كانت تحتاج لأي ثغرة لتشمت بها فجلست بجوارها قائلة بأسى مصطنع:قلبى معاكى يا زينه ربنا يرحمها يا حبيبتى تلاقيها ماتت من حسرتها ع اللى عملتيهنظرت اليها زينه بدموع فوضعت المرأة يدها على فمها وهي تشهق قائلة:يقطعنى يا اختى لسانى زل غصب عنى سامحينى
نظرت زينه الى يدها مرة اخرى والدموع تتسابق للنزول على وجنتها لوت المرأة جانب فمها ثم قامت وهي تقول:انا لازم امشى بقى يا اختى خلى بالك من نفسك كان الود ودى ابات معاكى بس هعمل اي مينفعش
لم ترد عليها زينه فأردفت قائلة بكلماتها الاذعه:متزعليش منى يا اختى بس انتِ بقيتى محل شبهه وانا خايفه ع سمعتى اه م هو الشرف مش رخيص
مسحت زينه دمعاتها ثم رفعت رأسها اخيراً وتكلمت قائلة:ياريت تاخدى الباب فى ايدك وتتفضلى
نظرت اليها المرأة بسخرية وقالت:انا مقدرة الصدمه يا اختى م هو مبقالكيش حد وعارفه ان الكلام بيطلع غصب عنك و..
قاطعتها زينه قائلة بحده:الواضح انك مش بتفهمى بالتلميحات فهقولهالك صريحه اتفضلى اطلعى برة عشان مصدعه وعايزةا نام
كتمت المرأة غيظها ثم سارت وهي تمسك طرف عبائتها السوداء وقالت وهي تمشى بغنج:طيب فوتك بعافية يا اختى
ذهبت زينه وراءها ثم اغلقت باب الشقة بضيق وهي تقول:فى ستين داهيه
بمجرد اغلاقها لباب شقتها جلست على الارض مستندة بظهرها على الباب وبكت بقهر وندم على كل ما مرّ بحياتها على ضياع نفسها ووفاة من كانت تعيش من اجلها وياليتها توفت وهي راضية عنها بل توفت ساخطة غاضبة على فعلتها ضمت ساقيها الى صدرها وحاوطتهم بيديها ثم اجهشت بالبكاء أكثر فخطأ واحد سيحملها أعباءً وندماً لن ينتهيان مادامت تتنفس تذكرت حملها بجنينها التى قد علمت به بعد ان زارتها الاعراض وساورها الشك وقتل شكها اليقين عندما أجرت التحاليل التى أثبتت انها تحمل بطفل قامت من مكانها ثم توضأت وجلست على سجادة صلاتها واخذت تناجى ربها وهي تبكى كثيراً على ما فعلته وهي خجلة من الذنب الذى ارتكبته ولديها يقين تام انه تعالى رحيم سيجبر كسرها ويرحم قلبها فهو القائل فى كتابه
"انّ مع العسر يسر"
تعالى بكاؤها اكثر وهي تقول:يارب اعمل اي فى الطفل ده يارب انا مش عايزة اغضبك تانى يارب اهدينى للطريق الصح
ظلت تناجى ربها كثيراً الى أن غفلت على سجادة صلاتها لينتشلها النوم ولو لدقائق ويهدأ من روعها....
••••••••••••
أفاق من نومة على رنين هاتفة بصورة مزعجة فأتفف وهو يقوم وسرعان ما تحول تأففه لإبتسامة عندما وجدها غافلة بجوارة نسي أمر الهاتف الذى يدق بإزعاج وراح يتأمل فى وجهها الذى داعبته خصلات شعرها الحريري إمتعض وجهها بإزعاج من ذاك الهاتف الذى لم يتوقف عن الرنين ففتحت عيناها قليلاً بتأفف وقالت:حد يطفى الزفت ده
أنت تقرأ
"قلب متمرد" الجزء الثانى من رواية "الرابط المجهول"
Roman d'amourرواية قلب متمرد الجزء الثانى من رواية الرابط المجهول بقلم:آية عبد المحسن