3

5.1K 356 80
                                    

。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。

منذ دخول جونغكوك للمدرسة المتوسطة بدأ يرى تهرب شقيقه الأكبر منه ، لم يكن هنالك بينهما الكثير من المحادثات بالأساس ولكن حتى تلك المحادثات البسيطة اختفت فعادةً الأصغر هو من يفاتح الأكبر بالاحاديث ويخبره عن كل ما يجول بداخله ولا يستطيع اخبار والدته العزيزة به لألى يقلقها.

عندما يتحدث جونغكوك بدأ يشعر ان تايهيونغ يرغب في ان يصمت رغم عدم تعبيره عن الامر بالكلمات ولكن ذلك الشعور وصل للصغير الذي فهم ان الأكبر حقاً لايرغب في ان يكون أخيه ولربما لايرغب حتى في ان يكون جزءً من هذه العائلة فهو لم يراه منذ شهرين ونصف فعندما يعود للمنزل يكون تايهيونغ نائماً وعندما يستيقظ يكون في الخارج.

جونغكوك يسيتطيع تفهم الامر فالاكبر لايستطيع اجبار نفسه على محبة عائلة لايشعر بالانتماء لها وذلك شيء طبيعي للصغير الذي تكون كل رغبته ان تكون صوفيا والدته موجودة في حياته ولا شيء اخر.

هو لاينكر ان تايهيونغ اخ رائع يتمناه أي شقيق أصغر لكنه لايحب فرض نفسه على الاخرين لذلك صنع بينهما مساحة اكبر من التي صنعها الأكبر .

عندما عاد المراهق للمنزل وجد والدته تنتظره بـ ابتسامة في الحديقة ليقضيان وقتهما الخاص سوياً وبقربها كان هنالك البوم ذكريات عائلتهم وامامها فطائر التفاح والشاي ،اقترب الصغير من زوجة ابيه ليقبل رأسها لتبتسم له بدفء "مرحباً بعودتك بني".

تسابق جونغكوك خطاه لغرفته ليبدل ملابسه ليستطيع البقاء برفقة ماما خاصته اكبر قدر ممكن من الوقت لكنه انتبه ان الغرفة التي لطالما كان بابها مغلق مفتوحة ،لم يسترق الشاب جيون النظر لها بل لم يزح عينيه عن موضوع قدميه فمن لا يهتم به هو ايضاً لا يهتم به.

ما لايعلمه الصغير الذي يبدل ملابسه ان الطالب الجامعي كان ينتظر عودته اليوم للحديث معه ولم يحب حقيقة ان جونغكوك لم يمنحه حتى نظرة وتوجهه لغرفته وكأنه لم يرى باب الغرفة المفتوح.

استند تايهيونغ على الحائط الذي يكون امام باب غرفة جونغكوك الذي بدل ملابسه بسرعة ليرتدي اجدد ماشترته له ماما خاصته ليفتح باب الغرفة وتلتقي عينيهما للمرة الأولى منذ أربعة اشهر ولكن لم يعني ذلك شيء لمن اغلق باب غرفته وتجاهل من يقف امامه ويعلم انه اتى للحديث معه لينزل السلالم للذهاب لزوجة ابيه العزيزة.

توقفت خطوات جونغكوك بسبب ان الأكبر امسك بذراعه "هل انت بالصدفة تجاهلتني الان؟" ابعد الصغير يد تايهيونغ عنه "كما كنت تتجاهلني الفترة السابقة" وقبل ان يتحدث من يحتاج التبرير للفتى جيون هو وجده قد تركه خلفه وغادر المنزل ليجلس امامه والدته.

تنهد تايهيونغ بعمق ليفتح الباب الداخلي واعتقد جونغكوك انه الأكبر سيغادر المنزل كالعادة ولكنه كان واهماً فهو جلس بجواره ليأخذ الصورة التي بيده منه والتي كانت لجونغكوك عند فوزه في اول مسابقة رسم "لقد كنت فخوراً بحصولك على المركز الاول".

قضم الأصغر شفتيه بخفه فهو لن يفسد وقته الخاص مع ماما خاصته لذلك همهم لمن يجلس بجواره لينتشل الصورة منه بقوة "بالتأكيد ستكون كذلك فأنت من علمتني كيف امسك الفرشاة" ابتسامة دافئة ارتسمت على شفتين الأكبر الذي يجده الصغير غريباً فمنذ متى تايهيونغ يبادر في بدء محادثة بينهما؟

الجو المتوتر بين الشقيقين لم يخفى عن السيدة صوفيا التي تعلم ان كليهما يخفي الامر عن عينيها ولكنها ترى جيداً ما يحدث "جونغكوك هل انت متفرغ غداً؟ اقصد بالتأكيد بعد انتهاء جدولك لنهاية الاسبوع".

نفى الأصغر برأسه ليتحدث وهو لا ينظر للأكبر "لست كذلك فالامتحانات اقتربت وكل وقتي سوف اسخره للدراسة لأجل مستقبلي" كاد ان يتحدث تايهيونغ لكن والدته سبقته بالحديث "بالتأكيد عزيزي مستقبلك اهم ما هو بالحياة لنا جميعاً ولكن لم نستمع لما يرغب بقوله تاي فربما سيقترح شيء ينال على رضاك".

رأى جونغكوك نظرة الانتصار في عين تايهيونغ ليشعر بالغضب فشقيقه الأكبر الرائع اتى لتدمير وقته السعيد برفقة ماماته التي كانت ترغب في ان يسترجعان ذكرياتهم السعيدة بالصور التي التقطتها لعائلتهم المثالية ولكن بفضل تايهيونغ اصبح الجو خانقاً.

"ارغب في ان نذهب للمكتبة الجديدة التي في منتصف المدينة لقد حجزت لنا وانا اعلم كم انت تتوق لدخولها لذلك..."بترت كلمات الفتى الجامعي بواسطة المراهق "شكراً لتفكيرك بي ولكن لا ارغب ، بامكانك الذهاب برفقة احد اصدقائك وأتمنى لك وقت رائع".

كاد ان يتحدث الأكبر ولكن الصغير وقف من مقعده فهو يعلم ان كيم تايهيونغ لن يخسر في نقاش لذلك قبل ان ينطق بحرف واحد بادر جونغكوك للمرة الأولى ببتر وقته الخاص مع اكثر انسانة يقدسها "اعتذر ماما لقطع وقتنا ولكن احتاج للنوم فأنا مجهد".

لم ينتظر جونغكوك قبل ذهابه لسماع ما ستقوله والدته او ابنها فهو لن يرفض لماما خاصته طلب ولو اخبرته بالذهاب سيذهب لألى يحزنها او يجعلها تشعر بالقلق من ان يكون هنالك خطب بعلاقتهما ولكنه مخطئ فما ان ارتدى بجامته واستلقى في سريره اتته رسالة نصية من الشاب كيم.

- للأسف نتائج غضبك أتت عكسية، الغت والدتي جدولك للغد وسوف تذهب معي فنم جيداً وأتمنى لك احلاماً سعيدة.

القى جونغكوك هاتفه جانباً ليدفن وجهه بوسادته بغضب فهو يكره ان يكون الطرف الخاسر.

。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。。

انتهى

MAMA | VK (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن