البارت :١

16.9K 204 2
                                    

البارت الاول :

الدمام .. سنة ١٤٢١هـ  /٢٠٠٠ م احد الاحياء الفقيره

في ليلة ماطرة وفي أحد زوايا الحي منزل أكثر ما يقال عنه أنه متهالك ..
واقف قدامه ويناظره ويحس بقهر سحب أكبر قدر من الاكسجين لرئته وطرق الباب ...

داخل البيت .. وبالتحديد غرفة الاب بعد ما صحته زوجته .. صحى بتأفف ولبس ثوبه وغسل وجهه
وطلع فاتح الباب اللي اندق في الساعه ٢ قريب الفجر وتفاجئ برجل ثوبه نظيف غترته فوق راسه مرتبه قلم ماركه عالميه في جيب ثوبه اليسار
و واضح انه في بداية الاربعين ..
الرجل : السلام عليكم ..صلاح عوض الـ......
قال صلاح معقد حواجبه: ايه نعم .، ؟
الرجل : معك عبدالرحمن محمد الـ...
رفع حاحب لما عرفه لشهرته وظهوره في الصحف اليوميه .. : تفضل
دخله لداخل البيت للمجلس وجلس معه مستغرب وجوده معه .. وبيده طفله و رجل حامل معه حقيبة سوداء ...
بعد صمت استمر لمدة بسيطه
تكلم الرجل : ماراح أطول عليك وبتكلم بالموضوع مباشرة
صلاح :تفضل ،،
الرجال : انا جيتك وابي منك معروف وطبعا له مقابل
ركز نظره للرجال ورفع حاحب للكلام اللي قاله منصدم وبعد صمت وافق
______________________________
بعد ١٨ سنه ...
فتحت عينها من اشعة الشمس المزعجه لما وعت انها كانت نايمه وتو صحت وان الساعه ٤ وشي استعدلت بجلستها وهي خايفه من اللي بيجيها اكيد بيجيها طشار من ابوها فزت واقفه ودخلت دورة المياه فرشت اسنانها وتوضت عالسريع وهي تستغفر بداخلها انتهت من الوضوء وطلعت ولبست جلالها وكبرت تصلي  الظهر والعصر
ولما انهت صلاتها طلعت من الغرفه وبشكل سريع دخلت المطبخ وشافت امها داخل تقطع البصل
والطماطم راحت لها وباست راسها اما هي قابلتها ببرود يقهر مجرد ما الام شافتها دخلت طلعت وخلت الشغل كله عليها
تنهدت بضيق وبدت تشتغل وتطبخ وبنفس الوقت المواعين اللي تطلعهم تغسلهم علشان ما تتعب بعدين
طلعت من المطبخ بعد ما انتهت من تنظيفه علشان تتوجه للمجلس اللي جالسين فيه والسفرة مفروشة ومنتهيين من الاكل ومعفوس وكل جهة منه ملموسه شدت على شفتها ماقدرت تاكل تنهدت وبدت تشيل السفره من بعدهم
دخل بترحيب مبسوط فيها : الله حيهم وانا اشوف الغرفه منوره
التفتت وشافته اخوها جابر اكبر واحد ابتسمت : اهلا الله يحييك . منور بوجودك والله
شالت الصحن وقامت بتروح مسك يدها : وين ؟
ابتسمت : بوديه المطبخ وبرجع
ابتسم ولا تكلم وقلبه يوجعه عليها وعلى حالها
صدت عنه واول ماصدت اختفت ابتسامتها وراحت للمطبخ وحطت الصحن في المغسله ورجعت علشان تشيل الاشياء الباقيه دخلت وشافتهم كلهم مجتمعين اخوانها خواتها امها ابوها انقبض قلبها
بألم وش بيضر لو قامت واحده وساعدتها بدل احساسها بالاهانه والذل او على الاقل وقفت معها تسولف وتضحك
تنهدت بداخلها وقوت نفسها وجمدت ملامحها ولمت السفره وحطتها بالصحون الباقيه وشالتها وقفت ولفت لجهة الباب وصدمت باخوها بالثانويه
ابتسم لها وبهمس : تعالي بقول لك سالفه مسك يدها ويده الثانيه ماسك الصحون
وطلع من عندهم والام معصبه والاب مو عاجبه والخوات منقهرين اخوانهم ماغير يهتمون  بهالاخت ما كأن عندهم خوات غيرها
———-
دخل فيها للمطبخ اخذ السفره ورماها بالزباله والصحون بالحوض
ابتسم : اليوم وانا اتمشى مع ربعي جاتني بنت
ابتسمت رييم وهي تلبس قفاز بتغسل المواعين  : ايوا ؟
: هههههه تخيلي مسكت يدي تحسب اني اخوها ومتحمسه كانت تناديه تقول له تبي تدخل محل اول ما التفتت الا ما شفت الا عيون مبققه هه خبله قامت تصيح وتتلعثم عند اخوها من الخوف
ريم : ههههههههههههه
سكت وظل يطالعها بحنيه ضحكتها رنانه وتدخل القلب بسرعه
لما شافته يطالعها سكتت وعضت شفتها ونزلت عيونها للارض
فهد : ليش سكتي ،؟! ضحكتك حلوه  تدرين ! احبها علشان كيذا احاول اضحكك
ريم بانكسار ابتسمت تجامله : الله يجزاك خير ويجبر بخاطرك
فهد بزعل عليها : انا ادري ان ابوي وامي قاسيين معك وخواتي بعد ( مسك يدها وشد عليها ) اصبري وتحملي علشاني
ريم بلعت غصتها وهزت راسها بالموافقه صدت عنه وفتحت المويه وبدت تغسل المواعين وبظرف نص ساعه انتهت
طلعت من المطبخ قاصده غرفتها تبي الراحة الا تسمع نداء ابوها تنهدت بتعب وراحت له
ريم : سم
ابوها : .....

ما أنت في دنياي إلا قصة تنساب في صمت إلى النسيان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن