[٦]: ألمانيا.

364 54 12
                                    

«هاك، جربيها!» نطقت كهرمان بحيوية بعد أن وضعت أمامها طبقًا من يخنة اليقطين الساخنة

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

«هاك، جربيها!» نطقت كهرمان بحيوية بعد أن وضعت أمامها طبقًا من يخنة اليقطين الساخنة. التقطت موج ملعقتها بينما تطالع الطبق ذي اللون العسلي الجميل وقالت: «يبدو شهيًا حقًا، الرائحة لا تقاوم.»

ببطء وروية غرزت ملعقتها في قطعة اليقطين الغنية، الغارقة بالمرق والتهمتها. دفء لطيف ومحبب انتشر في فمها وانفجرت النكهات الشهية تجتاح لسانها. اليقطين الحلو المملح الذي ذاب والقرفة ومرق اللحم وحبيبات الحمص.. كادت موج تذوب من فرط اللذة.

وضعت يدها على خدها وتنهدت حالمة: «هذه أطيب يخنة تذوقتها في حياتي. وجبة مثل هذه ستكون ضربا من نعيم عند حلول الشتاء.»

هزت كهرمان ذيل ضفيرتها السوداء بفخر وردت: «إنها وصفتي السرية المميزة، غنا تحاول اكتشافها منذ سنوات ولم تنج-»

اندفع باب المنزل بقوة ودخل وتين الصغير الملطخ بالطين وأوراق الشجر، ركض أشعث الشعر حاملا بين يديه ريجينا المسكينة التي بدا أنها لا تحظى بأفضل أوقاتها؛ إذ كانت تتلوي بانزعاج بين أصابعه الضئيلة وتصدر أصواتًا متذمرة.

«لا تركض يا وتين، ستسقط!» دخل غيهب خلفه بنفس الملابس المتسخة والشعر والأشعث ممسكا كرة بيده السليمة: «وأنزل ريجينا حالًا! إنها ليس وسادة لتحملها بهذه الطريقة، وتيـن!»

فزعت الممرضة حين انتفضت كهرمان صافعة الطاولة وصرخت بغضب: «غيهب يا ابن أطلس! لقد نظفت اللأرضية قبل ساعة وانظر ماذا فعلتما بها!»

جمد ذاك الأخير في مكانه، والطفل أسقط القطة ففرت هاربة حيث موج لتستنجد بها. نظر الثلاثة إلى الأرض التي صارت مليئة بالطين وابتلعوا ريقهم.

«حبًا بالسماء ماذا كنتما تفعلان بالضبط؟ تلعبان كرة القدم أم تزحفان في خنادق الأعداء!»

صمت الاثنان يتبادلان نظرات مرتبكة حتى تحدث وتين ببراءة: «كنا نلهو بالكرة حتى اقترح خالي أن نلعب بالطين. قال أن طمي الأرض سيشعرني بالراحة.»

صفع غيهب وجهه وأطلق تنهيدة متعبة فيما عضت موج شفتها السفلى تجاهد ضحكتها التي زالت تماما حين دفعت كهرمان الكرسي بقوة تعيده إلى مكانه قبل أن تقول بابتسامة غاضبة: «أظن أن تنظيف الأرض من شأنه أيضًا أن يشعركما بالراحة. نظفا نفسيكما حبا بالسماء وأزيلا هذه الفوضى. الآن!»

غَيْهَبْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن