[٥]: إنهم أقوياء.

422 61 23
                                    

ما بَيْنَ مُعْتَرَكِ الأَحْدَاقِ والمُهَجِأَنَـا القَتـِيـلُ بـِلا إثـمٍ وَلا حَـرَجِ

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

ما بَيْنَ مُعْتَرَكِ الأَحْدَاقِ والمُهَجِ
أَنَـا القَتـِيـلُ بـِلا إثـمٍ وَلا حَـرَجِ

ابن الفارض

***

«فيمَ تفكر أيها الحالم؟» نظر إلى غنّا التي كانت تفك الضمادة وبجانبها علبة إسعافات أولية مع كيس يحتوي بعض المراهم وأدوية أخرى لم يعرفها. أغمض عينيه حين كورت الضمادة البيضاء وألقتها في منتصف وجهه بينما تبتسم باستفزاز.

عجب من نفسه كيف كان معجًبا بهذه المشعوذة في صباه والتقط الضمادة يلقيها في وجهها بدوره ثم رد ساخرًا: «في قدري التعيس.»

زفرت هازئة وقالت: «أنت تملك امرأة رائعة مثلي في حياتك وتقول قدري التعيس؟ يالك من أحمق.»

لم يرد عليها، وعوضًا عن ذلك ابتلع ريقه وشعر بالغثيان في معدته عندما بدأت تفك الشاش الذي يحيط بجرحه. غنا لاحظت ذلك لذا أخبرته بهدوء: «لا بأس، إنه مقطب ولا توجد دماء عليه. انظر جانبًا فحسب.»

أومأ بصمت فأخذت قطنة مبللة بمادة مطهرة لتعقمه وقالت: «هل بدأت تؤلمك مجددًا؟ لا بد أن تأثير المسكن قد زال الآن.»

«إنها تؤلمني.» أجاب باقتضاب حين وضعت مرهما لتدلك المنطقة المصابة بحذر. تحدثت: "«هذا لأنك أصبت بشرخ في عظمة الكعبرة، اشكر السماء أن الأمر لم ينته بكسور. يمكنك أخذ المسكن الذي أعطيتك إياه كل ست ساعات فقط، وغيهب، نحن لا نلعب هنا، لا يمكن إزال الرباط الطبي عنها؛ لا بد أن تظل يدك ثابتة!»

تأفف حين سمع الجزء الأخير فهو لا يحتمل فكرة أن تظل ذراعه مثبتة إلى صدره. بدأت غنّا بلف ضمادة نظيفة حولها، وكانت تبدو مركزة جدًا في عملها لكنه أجفل حين صرخت بغضب: «لمَ تركتِ عكازك أنت الأخرى!»

نظر إلى الخلف حيث موج التي شهقت فزعة من صراخها المفاجئ، تحمل قطته الصغيرة بيدها السليمة، وذراعها الأخرى قد ثبتت إلى صدرها بواسطة رباط طبي كالذي سيحصل عليه غيهب. كانت تمسك بهذه اليد طبق شراب مخصص للحيوانات، والحليب في داخله بدأ يهتز إثر إجفال جسدها.

غَيْهَبْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن