[١٥]: واحدة منا.

168 33 2
                                    

هي التقتني، وقد شحبت ملامحهاوكما يذوب الشمع في النار،كان اسمه لو مر يجرحها

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

هي التقتني، وقد شحبت ملامحها
وكما يذوب الشمع في النار،
كان اسمه لو مر يجرحها

مسكت يدي وبكت وبكت
كإعصار.

الشاعر كريم العراقي

***

«سآخذ هذه إلى المطبخ.» تحدث غيهب حين دخلوا وحمل الحليب والفراولة حيث تركتهم ليلى على المنضدة.

شكرته موج ثم نظرت إلى وتين المتلهف وأخبرته: «سنلقي التحية ثم نصنع معا ما يكفي للجميع، اتفقنا؟»

«اتفقنا!» سعِد الصغير بما قالت وانصاع لها. تمنت للحظة لو أنه اعترض بعناد وجرها إلى المطبخ علها تتخلص من هذا العبء ولكنها سارت إلى غرفة الجلوس تقدم ساقا وتؤخر أخرى.

حين انتهى الممر الصغير رأت ظهر كهرمان تتدلى عليه جديلتها السوداء البهية، وأمامها جلست سيدة شقراء تبدو أكبر بقليل منها. شعرها الأشقر الناعم انسدل على كتفيها بحلاوة وطوق وجهها وعينيها البنيتين.

تباطأت خطوات موج وسيطرت الدهشة على ملامحها لأن شابًا بني الشعر قد ثُبتت يده إلى كتفه برباط طبي جلس بجانبها. كان أول من انتبه إلى حضورها وحين التقت عيناه العسليتان بعينيها تحدثت بنبرة تشوبها الدهشة: «بلسم؟»

التفت الباقون لها بينما ابتسم ذاك الأخير وقال: «كنت متأكدًا أنكِ الفتاة التي يتحدثون عنها، نفس المواصفات تمامًا.» ثم التفت إليهم وقال: «نفسها الممرضة التي اعتنت بكتفي.»

حينئذ رن كلام الممرضات في رأسها، بلسم أحد أبناء السيد جواد.. كانوا يقصدون جواد جُبران إذن!

«اتضح أنها جارتكم فعلا يا كهرمان.» نهضت رغد حالما رأتها وابتسمت بلطف قائلة: «أُدعى رغد جبران، ابنة السيدة التي أنقذتها بالأمس. لم تسمح لي الفرصة لشكرك بالأمس ولكنني ممتنة لك بحجم السماء.»

علق الكلام في حلق موج بينما تحاول السيطرة على فوضى قلبها ولكنها أجابت مكرهة: «إنها وظيفتي يا سيدتي، لم أفعل شيئًا يوجب الشكر.»

هزت المرأة رأسها واقتربت تمد يدها، ظنت أنها تريد مصافحتها إلى أن الأخرى فاجئتها بسحبها إلى عناق دافئ جعل موج تتجمد في مكانها. نظرت إلى بلسم وكهرمان من خلف كتف السيدة دون أن تقدر على الحركة، ما كان عليها القدوم.

غَيْهَبْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن