المشوار

3.6K 89 3
                                    

(بداية المشوار )

ونزلت قبل أن تسمع رده وهي لم تنتظر لسماعه..لكن وقفت لبرهة ثم انحنت لترى وجه زين قائلة "ربما من الوقاحة أن ترحل دون شرب القهوة "

التفت إليها ورأسه لا يزال على المقعد ثم قال بهدوء "هل أعتبرها دعوة منك"

قالت والابتسامة لا تفارق وجهها الجميل "نعم...طبعا بعد إذنك "

نزع المفتاح من مكان التشغيل وقال" طبعا لا مانع....لست مشغولا الآن "

ثم خرج من السيارة وتقدم معها إلى البيت انتظر حتى فتحت الباب ودخلا..فتقدمت وهي تخلع معطفها وتضعه جانبا وتقول "ليس من عادتي دعوة الغرباء إلى منزلي لكنك مستثنى"

سألها "لماذا أنا؟"

هزّت كتفيها وقالت بعفوية" لأنك قريب العم لويس"

نظر إليها باستغراب وقال "تحكمين عليّ لأني قريبه..ماذا لو كنت أخفي شيئا؟"

قالت وهي ترفع حاجبيها "مثل ماذا؟ا"

اقترب منها بهدوء تام بينما تراجعت بتوتر إلى الخلف تراقب تقدمه منها حتى سدّ المخرج من ورائها فألصقت جسدها بالحائط وقلبها يضرب بعنف شديد..بل أنه كاد يخرج من صدرها..فوضع زين يده على الحائط وآخر في جيب بنطاله وانحنى إليها بنظرة غريبة وقال "ماذا لو كنت سفاحا ؟"

حملقت في عينيه لفترة تحاول فهم ذلك الغموض الذي يلفهما...غموض ممزوج مع الحزن والحسرة والألم لكن يوجد شيء آخر أنه حنان وشفقة..كل تلك الصفات اختلطت وأنجبت عيونا ساحرة ...اخترقتها ونومتها تماما ..وكانت كفيلة بجعلها ترسم ابتسامة مفعمة بالمرح تقول "لست كذلك ..أنت تمزح فقط "

وانسحبت إلى المطبخ متفادية نظراته وتحاول إخفاء وجهها المحمر لتحضر القهوة فسمعت صوته يقول وهو يدخل إلى المطبخ وراءها"ما الذي يجعلك تتأكدين ؟"

مايتي "أقول هذا لأني أعرف علاقات العم لويس ...إنه إنسان طيب ومسالم وان يرضى أن يصاحب أشخاصا سيئين...فما بالك بالسفاحين "

أخرج سيجارة ووضعها في فمه ثم أشعلها بالقداحة ...سحب قدرا كافيا وزفّره ليشكل سحابة تلاشت مع الهواء بسرعة..سعلت مايتي وقالت "ألم يخبرك أحد أن التدخين مضر للصحة"

جلس على الكرسي ووضع مرفقه على الطاولة ويسند رأسه على يده وأكمل يقول"نعم لكنه فشل فشلا ذريعا "

وضعت فنجان القهوة أمامه والذي تكرم وحمله بين يديه ثم بدأ يرشف منه بهدوء والتعب يسيطر عليه...حكّ عينيه وأسند رأسه على ظهر الكرسي والسيجارة في فمه راخيا كل أطرافه ..بينما بقيت مايتي تراقبه أحس بنظراتها نحوه فقال حتى يحرجها "سبق وقلتها لن أتغير"

احمرّ وجهها ووصل غضبها لقمة رأسها فقالت بحنق وهي تشيح بوجهها عنه "وأنا سبق وقلتها أيضا..لست مهتمة"

براءة تعانق سواد الليل (رواية منقولة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن