التفت ستان إلى زين وقال بحدة "إياك أن توافق إياك أن تسمح له بالتسلية بك مجددا "
وأخيرا نطق زين وأزال كل التوتر حين قال بكل هدوء وبرود غير مكترث للعواقب "متى أبدأ"
ابتسم جيم بينما ثار ستان وصاح قائلا "أفقدت عقلك ..أنسيت من يكون لن تكون لديك فرصة أمامه"
سحبت روز أوراقا من حقيبتها تحوي اتفاقا ووضعتها أمام زين مع قلم وهي تقول "إذن وقع على هذه الاتفاقية "
أمسك زين بالقلم وكان سيوقع لكن ستان أوقفه قائلا بجدية ووعيد "إن وقعت عليها فانسي أمري "
لم يستمع إليه زين ولم يهتم البتة فوقع الورقة كاتبا اسمه بعدها قال ببرود " لاتنسى يا ستان أن هذا عملي وواجبي المساعدة"
يأس ستان من هذه الصخرة لعلمه بعناد زين فهدا فجأة وقال بغيظ "افعل ما يحلو لك "
وخرج من ذاك المطعم يحمل هما كبيرا يكاد يخنقه وغضب عارم يخدش صدره من الداخل بقسوة على ما فعله صديقه الأحمق ذاك ...راح يمشي محاولا نسيان ما جرى قبل قليل ولا يعي أين يتجه ..كان يمشي فقط وهو يسترجع في ذاكرته أول لقاء زين كان ذلك في موقف غريب حدث قبل 7سنوات ..
كان ستان عائدا من إحدى الأزقة المظلمة من آخر مهمة له لذاك اليوم حيث قبض راتبه وفكر في أن يحتفل مع أصدقائه الذي غاب عنهم أسبوعا ..كان يمشي بهدوء وهو يدندن لحنا جميلا يتردد في المكان لهدوئه ..حين سمع صت أنين و تأوهات مصحوبة بحشرجات مكتومة فبحث عن مصدره ليعثر على زين في حالة يرثى له خلف إحدى حاويات القمامة ..كان ملقى على الأرض يتلوى من الألم والدماء تملأ قميصه التي نزفت من فوق عنقه وبدا كأنه مدمن مخدرات يحاول التخلص منها إلا أنه أمر صعب ..تقدم ستان منه يقول بتوتر "ما الذي يحدث معك ..هل أنت على مايرام يا هذا ؟"
رفع زين رأسه إليه وقال بحدة ونظرات جاحظة "وما شانك أنت "
رفع ستان أحد حاجبيه وقال بتكبر "خطئي ..آسف..أنت لست بخير وعلى الأرجح لن يمكنني مساعدتك فيما تريد "
أطلق زين تأوها قويا وهو يضع يده على رأسه وقال بانفعال وهو يتألم أكثر "اغرب عني وإلا قتلتك "
وبقي يعاني تحت أنظار ستان الذي أشفق على حاله فتنهد ودنا منه أكثر قائلا بتذمر "لا يمكنني تركك في هذا المكان وأنت بهذه الحال ...هيا سآخذك إلى المستشفى "
وجثا إليه ممسكا إياه من ساعده لكن زين أبى وضرب يده بعيدا يقول بحنق "لا شان لك ..إليك عني "
أصر ستان على مساعدته فأمسكه من ساعده وساعده على الوقوف وهو يقول بعناد "لا وقت لكبريائك ..قد تموت إن لم تعالج والآن انهض سأعطيك ما تريد في وقت لاحق "
وقف زين وسار معه مستندا عليه وهو مجبر لأنه أدرى بحالته وبقاءه في هذا المكان ليس لصالحه ..قد ينزف حتى الموت ...تابع سيره معه وهو يتألم حتى وصلا إلى سيارة ستان حيث ركبا ليقول ستان وهو يشغل المحرك "كيف وصل بك الحال لأن تتعاطى مثل هذه السموم "
أنت تقرأ
براءة تعانق سواد الليل (رواية منقولة)
Romanceرواية رومانسية وغامضة الابطال مايتي بيروني زين مالك