سرور وخيبة

3.4K 91 2
                                    

ثم صارت تقلدها بطريقة مضحكة وتعيد كلامها "ابقي معي أنت مفيدة جدا..تجيدين تنسيق الألوان...مغفلّة "

فقاطعها صرخة مليئة بالغضب قريبة منها يقول صاحبها "قلت لن أسلمك شيئا وعليك كسب مالك بنفسك...اعلم أين تبذر النقود التي أعطيتها لك "

رفعت نظرها على الأمام مباشرة فرأت على الرصيف المقابل رجلا التصقت ملابسه بسبب الأمطار ممسكا بياقة شاب يشبهه في الشكل ولم يكن أقل غضبا ممن معه فدفعه ذلك الشاب عنه وصرخ هو الآخر بحدة "وما شانك ..كل شيء حدث بسببك أنت تركتني وأهملتني ..لم أجد أحدا غير تلك العصابة ..لم تكن هناك حين كنت جائعا .."

فقام ذلك الرجل ولكمه بقوة أسقطه أرضا وهو يصرخ بانفعال زائد"لم يكن ليحدث هذا لو لم تهرب من المدرسة...أنت كبير بما يكفي لتكون مسئولا عن نفسك ..جد عملا واتعب لتكسب رزقك ..لا تعتمد عليّ في كل شيء ..."

فهدأ فجأة وقال متطلعا إلى الشاب على الأرض "أنت ثمل الآن ...سنتحدث حيث تصحو من هذا السم "

ووقف ذلك الشاب وترنح قليلا فقد كان ثملا فعلا وصرخ مدويا الجو حوله"لم يبقى بيننا حديث.أنت دمرتني وسأنتقم لذلك "

و أخرج سكينا من جيب بنطاله وطعن ذلك الرجل الذي سقط ميتا من فوره ..كانت مايتي شاهدة على ما يجري ومن هول الصدمة وضعت يديها على فمها لتسد شهقة قوية خرجت من فمها لكنها خانتها لتصل إلى مسامع ذلك الشاب فالتفت إليها مدهوشا ..ضغط على السكين الذي يقطر دما في يده وانطلق نحوها..رأته يتجه إليها لكنها لم تستطع الحركة..حاولت فنجحت وكادت أن تهرب لكن إلى أين ..ذلك المجنون أمسكها بقوة الصقها بالحائط وراءها لتطلق صرخة مفزوعة ..ثم قرب وجهه منها ممسكا إياها من ساعدها والسكين إلى خصرها وقال "مالذي تفعلينه في هذا المكان "

سيطر عليها الخوف وسالت دموعها كالوديان على وجنتيها مما زاد ارتعاش جسدها فقالت بخوف ونبرة باكية "دعني أذهب ..أرجوك لن اخبر أحدا "

ترك ساعدها وأمسكها من حنكها رافعا رأسها إليه ثم نظر بنظرة غاضبة غير واعية يقول "لقد رأيت شيئا ما كان يجب عليك رؤيته لذا عليّ التخلص منك ستكونين خطرا على ّ"

زاد رعبها من هذا المجنون وصرخت بخوف أكبر تترجاه مع شهقاتها القوية تقول بتقطع في الكلمات "لا أرجوك لا تؤذيني لن اخبر أحدا صدقني "

قرب وجهه منها أكثر حتى صارت أنفاسه الكريهة المليئة برائحة الكحول تلفح وجهها وقال "لن أدعك ترحلين هكذا ..ليس بعد الذي رايته "

ورفع السكين عاليا ليطعنها به لكنه أحس بقبضة قوية تمسك بيده فالتفت إلى هذا الذي تجرا وأوقفه بينما هي أغلقت عينيها تنتظر شيئا حادا ليخترقها لكن لا شيء...فتحت عينيها لتراه مجددا بنظرته الحادة تلك..ووسامته التي تأسرها لتقول بسرعة "سايمون "

براءة تعانق سواد الليل (رواية منقولة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن