حفل ممل،،،
كانت هذه جملته المليئة بالبرود وهو يتطلع إلى الحضور بملل قاتل ...رشف من كأس الشراب في يده وصار يحرك ما تبقى منه داخله...يحاول تسلية نفسه ولو بأتفه الأشياء عله ينسى للحظة مكانه فهذا الجو الموسيقي الهادئ أصابه بالملل منذ أن وطئت قدمه هذه الصالة ...جال بعينيه العسليتين الحادتين على الحضور من أصحاب المال والنفوذ في هذا البلد ..فالصالة مليئة بكل أنواع البشر ممن يحملون صفات مختلفة من حيث الغدر أو الطيبة ..وما همّه هو إذا كان الجميع يرقص أو يتحدث أو يريد الذهاب إلى الجحيم..قطع ملله ذاك،، صوت صديقه صاحب الشعر الكسثنائي يقول بهدوء "أهذا انطباعك الأول وحضورنا لم يتجاوز العشر دقائق "
رد ببرود عليه "ما الذي قد يبدو مثيرا للاهتمام سوى هذه الأوجه القذرة تلك ..والابتسامات المزيفة "
ابتسم صديقه ستان ابتسامة مميزة وقال "ألهذه الدرجة أثر عليك الملل حتى صرت ساخطا على أولئك الناس "
شرب ما تبقى من الشراب دفعة واحدة وقال "لا يهم فلننهي ما جئتما لأجله ونغادر "
جاءه صوت به بحة يدل على الرجولية يقول "تغادر؟؟ وتفوت متعة تقديم العرض الافتتاحي "
التفت كليهما على مصدر الصوت ليجدا رجلا قصيرا بدينا بحواجب عريضة سوداء وتزيد من وقره بذلته الرسمية السوداء الفخمة ويمد يده إلى زين للمصافحة وأردف "سيد سايمون صحيح ؟"
صافحه زين وهو يقول بهدوء "لا أقصد الإهانة سيد رونالد لكن الحفل حق ممل "
ضحك ستان حتى يلطف الجو قائلا وهو يصافح الرجل "اعذره سيد رونالد إنه منزعج من أمر آخر ...ربما قد يهمّك سماع رأيي في هذا الحفل ...أقول إنه مميز عن باقي الحفلات "
ابتسم رونالد وبالكاد ظهرت تحت شاربيه الكثيفين وقال "أقدر صراحتكما وأرحب بكما خاصا لحفل الليلة رغم أني أستغرب عدم معرفتي الجيدة بكما ...سايمون سكوار وشقيقه آدم لم يسبق لي أن سمعت بهذين الاسمين إلا إذا كنتما جيدين في هذا المجال "
أكمل ستان يقول بهدوء "صحيح انطلقنا مؤخرا في عملنا ولم يكن بالأمر السهل ولولا مساعدة السيد جورج لنا لما لقينا هذا النجاح "
تردد اسم رونالد في كثير من المجامع فاضطر لأن ينصرف بعد أن اعتذر وقال "عن إذنكما أيها السيدان ....استمتعا بالحفل شكرا على تلبية الدعوة "
وغادر بينما قال ستان "ألا تعرف معنى أن تكون مهذبا ولو لمرة في حياتك "
أجابه ببرود " لا "
ليكمل ستان يقول مشيرا إلى أحدهم " هاقد ظهر رجلنا أخيرا دعنا نراقبه أولا ثم نتعامل معه حين يكون وحيدا "
وصارا يراقبانه كان رجلا طويل القامة وهزيلا بعض الشيء والأسوأ أنه قبيح الوجه مليئا بالتجاعيد...صورته توحي بالتقزز
أنت تقرأ
براءة تعانق سواد الليل (رواية منقولة)
Romansaرواية رومانسية وغامضة الابطال مايتي بيروني زين مالك