(مازالت الرحلة طويلة ")
أفاقت أخيرا وفتحت عينيها الجاحظتين من البكاء ..جالت بهما حولها وشعرت بصداع رهيب ..تحسست رأسها وتأوهت عندما تذكرت ماحدث ليلة البارحة فأدركت أنها لاتزال في تلك الغرفة عندها قال ذلك الذي يجلس على طرف السرير بهدوء "أخيرا أفقت ..كيف حالك"؟"
فورا عرفت صاحب الصوت فرفعت نصفها العلوي بسرعة وارتمت في حضنه تصيح قائلة بشوق "إيريك"
استقبلها بين أحضانه وقال بحنين هو الآخر "نعم عزيزتي ..أنا هنا وما من داع للقلق "
فقالت وهي تتشبث بقميصه راجية" إيريك أخرجني من هذا المكان أرجوك ...لا أريد البقاء هنا "
ورفعت رأسها إليه وأكملت تقول بصوت حزين واهن "لقد خدعوني وآلموني ..أرجوك خذني معك"
ابتسم بحنية وقال وهو يمسح على شعرها الطويل "بالطبع وأنا جئت لآخذك معي لذا لا تقلقي"
أسندت رأسها إليه ثانية وقالت بصوت مبحوح"أريد أن أبتعد عنهم ..لا تتصور شدة حزني ...وفوق هذا كدت أفقد طفلي "
أشفق إيريك على الحالة التي وصلت إليها فهو قد دهش عندما رآها إنها متغيرة تماما ..كانت دائمة الابتسامة والمرح وصاحبة الوجه البريء أما الآن فتبدو كالشبح ..فضغط على جسدها الهزيل وقال بأسى" اعلم ذلك ...سآخذك إلى منزلنا لترتاحي منهم ..أعلم كم آلموك لكت لا تهتمي سآخذك إلى ماري فهي مشتاقة لك كثيرا ..هل أنت كذلك ؟"
آليس "أنا مشتاقة لها كثيرا ..ألا زالت تدرس في الجامعة؟"
إيريك" نعم ولا تزال مشاغبة كثيرا"
ظن إيريك أنها ستبتسم أو تفرح كالعادة لكن بدت غير متأثرة ..ألهذه الدرجة يؤلمها قلبها من إدوارد
أبعدها عنه ممسكا إياها من ساعديها ونظر إليها قائلا" والآن هيا بنا ..لنغادر هذا المكان"
هزت رأسها بهدوء وقالت" حاضر "
بعدها ساعدها على الوقوف فأصيبت بدوار مفاجئ جعلها تتمسك بذراع إيريك والذي انتبه لها فأمسكها بإحكام يقول "هل أنت بخير ؟"
آليس "نعم مجرد دوار بسيط"
ثم لبست حذاءها وخرجا من الغرفة فالتقيا بروز التي قالت بنبرة حزينة" ستذهبين عزيزتي ..سأشتاق إليك كثيرا"
نظرت إليها آليس بعيون حاقدة وقالت بحنق "أما أنا فلا ...لا أصدق انك كذبت علي أنت الأخرى ..ولا أظن أني سأقدر على مسامحتك أو مسامحته "
اهتزت روز تماما لتلك النظرات من آليس ..اعتادت ان ترى عيونا بريئة حالمة لكنها صدمت لتغير آليس المفاجئ فقالت وقد ظهرت علامات الحزن عليها "لم يكن لدي خيار آخر ..اضطررت حتى أحميك "
أنت تقرأ
براءة تعانق سواد الليل (رواية منقولة)
Romanceرواية رومانسية وغامضة الابطال مايتي بيروني زين مالك