المشاعر ..

1.1K 54 36
                                    



لم تنقطع علاقة هازان وبتول منذ ذلك اليوم، حتى انها أصرت ان تساعدها في تحظيرات الزفاف، مثلما اصرت على الفستان الذي سترتديه هازان ..
كان جالسا ينتظرها منذ خمس دقائق، حتى ملّ وصعد، دق الباب فوجدها ترتدي ثوبا كريمي مطرز بخيوط ذهبية، تمازج القماش الحريري مع الشيفون بتناغم ليتحد الفستان مع جسدها وتزيده هي جمالا ولمعانا ..
لم يكن مبالغا في الزينة ولا خاليا منها، مناسبا تماما لهازان، لا يُظهر مفاتنها بشكل مبالغ فيه ولا يخفيها ..
اعترفت وهي تنظر الى نفسها في المرآة أنّ بتول أحسنت الاختيار، أحست بنظرات مُصوّبة نحوها، نظرات التهبت وانبهرت بجمالها، لم يُحاول اخفاء الاعجاب من عينيه ولا ازاحة عينيه عنها !
ابتسمت له برقة وقالت بخجل
" لا استطيع اقفال سحاب الفستان ! "
اقترب منها مترددا ووقف وراءها، قابلته رائحة عطرها، رائحة الياسمين التي صارت مخدّرا بالنسبة له، خطير ولكن تركه محال، امسك بالسحاب يريد غلقه وشهوة تلح عليه في ان يلمس ظهرها، تنفس بصعوبة ولم يستطع منع اصبعه من المرور على جلدها !
لمسة صغيرة اشعلت فيه رغبة كانت في سبات، رغبة لم ولن تكفيها تلك اللمسة ..

كانت مطأطأة رأسها لا تجرأ على النظر في عينيه وهي تشعر بالتقلص في بطنها، لمسة خفيفة من اصبعه مرت على ظهرها جعلتها تتكهرب، تشعر بحرارة تلف جسمها !
ابتعدت بسرعة تقول انها سترتدي حذاءها بينما قال هو بصوت متحشرج انه سينتظرها في الاسفل ..

تجنب النظر اليها طوال الطريق، بينما لم تخف هي ارتباكها، استرقت النظر اليه عندما كان يقود لتراه، كان يرتدي سروالا كريمي كلون فستانها و قميص ابيض تحت سترة كلون السروال، حذاء رياضي ابيض ونظارة شمس، شعر مصفف بعناية ورائحة عطر نفّاذة ..
ابعدت عينيها بسرعة عندما أحست انها أطالت النظر اليه !

مد اليها ذراعه، فاقتربت منه وتأبطته وهما يتقدمان نحو مدخل العرس ..
بعد ان سلما على بعض الحاظرين، انشغل ياغيز بالحديث مع والد يحيى الذي كان معجبا بما طوّره ياغيز في الاشهر الاخيرة بخصوص مصانع العائلة، تركتهما وذهبت لترى صديقتها العروس !
مر عقد القران بين تصفيقات وتصفير وهتافات حماسية، ثم افتتح العروسين القاعة للرقص، كانا واقفين يراقبان العروسيْن وابتسامة عريضة مرسومة على شفتيهما، سحر احاط بهما جعله لا يريد الّا ان ينظر اليها وجعلها تبحث عن أي موضوع لتفتحه معه..

ذهبت مع بتول لتلبس الفستان الثاني وعندما عادت وجدته يبحث عنها وهو محاط بمجموعة المعجبات الخاصة به، نظر اليها لتنقذه، فاقتربت منهم وقالت وهي تسحب ذراعه وتقول للسيّدات وهي التي أفسدت أحلامهن وخيالاتهن
" سيدات هل تسمحن لي ان ارقص مع زوجي ؟ "
التصقت به وهما يتوجهان نحو منصة الرقص مستمتعة بالتمتمة من وراءهما فهمس في اذنيها
" هل اشتقت لشغب الطفولة ؟ "
ابتسمت وهي تجذبه نحوها ليرقصا على اغنية uslanmıyor bu، كانت اغنية بوب رومانسية لطيفة وخفيفة ..
اندمجا مع الايقاع ومع الكلمات فنسيا المكان والزمان، نسيا الماضي والحاضر، كانت تغرق في عينيه وتتمايل بين يديه، تسحرها الكلامات لتشعر بها، لتعيشها ..
ضحكة واسعة ونظرات لم تتوقفا حتى بعد ان توقفت الأغنية ..
للحظات ظلا يتبادلان النظرات كأنهما كانا في عالم موازي كأنّهما في الأعراف، استعاد ياغيز وعيه وابتعد عنها مسرعا ليعود لطاولته بينما وقفت هي لا تفهم مالذي حصل لها !

الأرملة السوداء (قيد التعديل ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن