العقل أم القلب ..

1K 56 19
                                    



كانت تقف أمام قبره خجلة تشعر بالعار، في حين انها منذ ايام اعتذرت منه لانها نسيته، تضحك وترقص وهو الذي أمضى عمره في السرير لا يتحرك الا ليذهب الى المشفى، في حين انها وعدته ذلك اليوم انها لن تنساه، اتى ياغيز ليجعلها تنسى كل وعودها، ليشغلها على سنان، اتى لتنسى من سبقه وتنسى نفسها  ..
ماذا تقول لسنان الان، اخلاصي لك انتهى أجله، اتضح ان مدته ست اشهر ! الآن لدي زوج وابنة ! ولكن لا تحزن ان رزقنا بابن قد نسميه سنان تيمنا بك !
ستدير ظهرها وتتركه وحيدا في هذه التربة لتعود لقصرها المليء بالبهجة، لتتبع ياغيز أينما يذهب ولتستمع لكل ما يقوله !
اه سنان من الغدار اكثر ! أنا أم الدنيا !
أقف أمامك بدون خجل، لا أستطيع ان انكر حتى ان ما يحصل لي يُعجبني، لا أستطيع ان انكر حتى انني ادعو ان يبادلني ما أشعر به !
انا ! يُحبني ياغيز ايجمان ! انظر مالذي أخبرك به !
لم تنصفك الحياة ولم تعطك سوى المرض ! وانا لم انصفك في موتك ! واتحدث معك عن خيانتي ! عن مشاعري !
ولكنني سأكتم قلبي سنان ! سأُسكته ! لن أسمح لنفسي بعيش شيء انت لم تعشه ! لن انسى معاناتك واسمح لنفسي بالعيش !

وضعت الصغيرة في السيّارة وقبلتها ثم أوصت ياسين ان يسلمها للمعلمة ويتأكد من دخولها الفصل !
ان لزم الأمر سيرسل لها صورة ! سمعت من وراءها همهمات ساخرة، التفتت اليه فوجدته يرفع حاجبيه عاليا، ارادت ان تصرخ بوجهه ! ان يوضح صراحة سبب سخريته ! لكنها أخذت قرارا وتطبقه !
لن تسمح لنفسها بامضاء وقت معه، لن تسمح لنفسها بالتحدث معه، ان كان جدالا او حتى حديثا عاديا، فقلبها المتمرد يُروى بقطرة واحدة من قربه، قلبها راض بالجدال معه ، لينظر اليها بعينيه الجميلتين وقلبها ينتعش ويرفرف ! لهذا السبب لن تسأله ! لن تسقي قلبها بصوته ورائحة عطره وحرارته، سيموت رويدا رويدا ! بما ان قلبها خانها وتخلى على سنان فهي ستتخلى عنه وتقتله ..

كانت تصعد الدرجات لتعود للقصر عندما ناداها بصوته الابح، أغمضت عينيها متجاهلة تأثرها، متجاهلة رقص قلبها وزقزقة العصافير في بطنها وقال لها وهو يستعد لركوب سيارته
" هل ارسلت موافقة على مشاركتنا بالتخييم ؟ ماذا علينا شراؤه ؟ "
نظرت اليه لا تفهم كيف علم بأمر التخييم التي نظمته المدرسة للأطفال مع أوليائهم
" تلقيت ايميل البارحة ! لاننا لم نعطي جوابا بعد ! "
زفرت هازان وقالت
" لم أخبرك لان .. "
مالذي ستقوله ؟ انها تلقت العرض يوم قررت ان تبتعد عنه قدر الامكان، هما، معا ، في خيمة صغيرة ! احمرت بسبب الافكار التي خطرت في عقلها وواصلت
" لأنك لن تريد ان نشارك كلينا ! لذلك لم اقل ! ان اردت ارسل موافقتك واذهب مع سما ! "
هز رأسه موافقا وكاد يركب في السيارة وهو يقول
" انتِ محقة ! ستحزن سما ! لكن ذهابي لوحدي معها اصح ! "
ابتسمت بسرعة وهي توافقه الرأي ولكنها سمعته يقول وهو يركب السيارة
" لم اعتقد ان مشاعرك ناحيتي قد تجعلك ترفضين مشاركة سما هذه المغامرة ! "
كاد ان يغلق باب السيارة لكنها واجهته مرعوبة مم سمعت
" ماذا تقول ؟ عن اي مشاعر تتحدث ؟ "
نظر اليها ياغيز واجاب
" نفورك ! تجاهلك ! "
ارتبكت وظلت تحدق اليه فأكمل
" أتعتقدين انني لم ألاحظ أنك تتجاهلينني منذ ايام ! "
انكرت ما قاله وفسرت له
" أُعاملك كما تعاملني ! انت من تجنبني اولا ! "
مد يده ليغلق باب السيارة وهو يقول
" لن ادخل معك في حوارات كهذه ! لماذا تتجنبني ! لماذا لا تنظر في عيني ! "
امسكت الباب مانعة اياه من اغلاقه وقالت وقد ألم بها الغضب
" لا تفسر تصرفاتي على مزاجك ! أنا لا اتجنبك ولا اهرب منك ! انا لا اخفي شيئا ياغيز ! "
صمت قليلا وكاد يشغل السيارة لكنه غير رأيه ونزل مواجها لها وهو يقول
" انتِ لا تخفين شيئا ! لا تخافي ! انا ارى بوضوح ما تريدينني ان اراه ! "
تنفست بقوه وارتعشت يديها بينما واصل
" تلقيت رسالتك جيدا سيدة هازان ! لقد أوضحتِ لي جيدا مالذي تريدينه ! "
عاد ليركب بسيارته وانطلق تاركا اياها واقفة تنظر اليه يبتعد وتهنئ نفسها لانها نجحت فيم عزمت عليه، انهت صداقة كانت تضيء ايامها وتسعد قلبها، لماذا تبكي اذن ؟

الأرملة السوداء (قيد التعديل ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن