انزعاجها لم يتلاشى، بل زاد بعدما تعرّفت على هذه الخطيبة الغامضة، لقد كان شكها في محلّه، لماذا لا يستمعون إليها، لماذا تربط كل تصرفات هازان بعدم إيمانها بالحب ..
تبادلت النظرات مع ياغيز، تشعر أنه أخيرا يقتنع بكلامها، إذا أهذ ياغيز دور المراقب الصامت، فهذا يعني أنه يحلل الشخص الذي أمامه ..
ربما تكون أثّرت عليه قليلا ليصبح مرتابا مثلها ..لم تكن ليلى شخصا خجولا، بالعكس كانت تعرف جيدا كيف تجذب الاهتمام وتجعل كل العيون والآذان متعلّقة بها ..
مرحة حيويّة، بشوشة بالاضافة الى شكلها وتناسق جسمها، لم يكن صعبا فهم تعلق كريم بها ..
كان ينظر اليها بهيام، مسحور بكل كلمة تخرج من فمها، يتأمها بكل جوارحه، بكل ما أوتي من حب ..وبينما كانت ليلى تشرح لفضيلة بحماس عن أول مرة طبخت فيها محشي العنب، سألت هازان فجأة
" كيف التقيتما ؟ "
كان من الواضح ان هازان التي لا تشارك في الحديث لا تسمعهم ايضا، تبادلا الخطيبين النظرات العاشقة قبل ان يبدأ كريم في السرد بحماس عن يوم ممطر، يدخل البطل المقهى وقد نسي مظلته ويصطدم بشابة فاتنة الجمال ..
أطلقت هازان همهمة ساخرة عندما قاطعته ليلى
" أرجوك حبيبي ! أتركني انهي انا القصة ! "
اكتفت هازان بهز حاجبيها تعبيرا عن عدم اعجابها بما تسمعه، بسنما واصلت الضيفة البشوشة
" ذهبت في رحلة عمل الى برلين، ولم يمض الاجتماع كما اردت، كنت غاضبة جدا وكان كريم امامي ! اخذ قهوته ويتحدث مع البائع عن اخر مباراة غير مهتم بمن ينتظر وراءه، طبعا انا شتمته بلغتي، معتقدة انه ألماني ليرد علي بالتركية واشعر بالخجل ! "
ضحكت الفتاتان مفتونتان باللقاء الرومانسي ..
بينما اكتفى ياغيز بهز رأسه وقالت هازان
" مشهد من فيلم ! "
تقابلت عينيها بعيْني ياغيز المحذرة لترسم على وجهها ابتسامة مصطنعة وتطلب من نورجول ان تفرق الحلوى والقهوة في قاعة الجلوس ..انتقلوا الى قاعة الجلوس ما عدا الجد الذي صعد الى غرفته، لم تتوقف ليلى عن مدح الاثاث والديكور ..
أمالت هازان رأسها قرب ياغيز لتتمتم
" تتملق أمك ! "
لم يستطع كتم ضحكته، مما التفتوا اليهما وسألت ليلى
" كريم اخبرني انكما تزوجتما حديثا ! فور انتهاء عدّتك ! "
ابتسمت هازان بتحدي والتصقت بياغيز شابكة يدها في يده وقالت
" الحب ! "
بادلتها بتول الابتسام وواصلت
" وانتما مثلنا، وقعتما في الخب وتزوجتما بسرعة ! "
اكتفت هازان بالابتسام بينما جذبت سيلين اهتمام ليلى بسؤالها عن دراستها وعملها، للتحدث طويلا عن مغامرات الجامعة ونجاحات العمل ..
كانت هازان لا تزال ممسكة بيده، لتضغط عليها بين حين وآخر، كلما قالت ليلى شيئا لم يُعجبها ..
أخبرها ياغيز أنه عمل طويلا في اسطنبول، وتصادف انهما عملا بنفس الشركة بفترات مختلفة ..
" أنا أغيّر العمل كثيرا ! اذا شعرت ان أصحاب العمل لا يقدرون مجهودي ولا اتلقى ما أستحقه، اترك فورا ! ولكنني الآن مديرة تسويق في شركة، شركة توران ! "
أعاد ياغيز اسم الشركة يحاول ان يتذكر اين قرأه ثم سألها
" هل هي شركة لنقل البضائع بين تركيا واوروبا ! "
هزت رأسها ضاحكة، مؤكدة ان قدومها الليلة لا علاقة له بوظيفتها، ابتسم قبل ان يفسر للحاضرين
" انها من الشركات التي قدمت لنا عرضا لنقل زيت الزيتون ! "
ضحكت ليلى مفسرة ان ادمانها على العمل سيجعلها تقنعه الليلة بقبول عرضهم ، لم تفهم هازان المزحة ربما لانها لم تضحك مع البقيّة ..

أنت تقرأ
الأرملة السوداء (قيد التعديل )
Fanficدخلت غرفة الجلوس .. وجدته واقفا جنب المدفئة يوتيها ظهره .. وفي يده صورة عائلتها .. تأملته .. لم يتغير .. ربما اكتسب وزنا .. وعضلاتا .. بلا شعور مدت يدها وعدلت من شعرها .. عندما اشتبك خاتمها بمشبك شعرها .. شعرت بالخجل واعادت يدها مكانها .. دون ان تن...