شيء خاص

748 37 19
                                    


وضع جبينه على جبينها، يمسك وجهها بكلتا يديه بينما تركت يديها على صدره، يضحك بسعادة، تضغط على شفتها بخجل ..
قال أخيرا
" هذا حقيقي ! "
ابتسمت فعاد يكرر مجددا
" حقيقي ! "
احتضنها فأراحت رأسها على صدره، أنساها الاعتراف الشيئ البشع الذي عاشه ياغيز، ابعدت رأسها ونظرت اليه وقالت
" ما فعلته جيرين بشع ! بشع للغاية ! انه تحرّش ! "
ابتسم وقال بمرارة
" أحيانا يكون الرجل ضحيةً ! "
نظرت اليه بخوف وقالت
" لو لم تستيقظ ! لو .. "
وضع يده على فمها وقال
" بالطبع كنت سأستيقظ ! لا يحصل الامر هكذا ! لكن أظن انها اعتقدت انها كانت ستجعلني في وضع لا استطيع رفضها ! "
كسى التقزز وجهه ثم قال
" اووف هازان ! دعينا لا نتحدث عن هذا الأمر ! لدينا أمر أهم لنتحدث عنه ! "
ابتسمت فعاد يحتضنها من جديد، ولكنه تذكر فجأة أمرًا، ابتعد عنها وسأل
" كيف عرفت ليلى عن الامر ! "
فكرت قليلا ثم قالت
"كانت تخرج من القصر عندما أوقفتني ! ربما استمعت اليك ! "
كشر ياغيز وقال
" لم احب تصرفها ! لتسألني اولا ! لماذا فورا  تخبرك، دون التأكد ! وسط الجميع ! "
وضعت هازان رأسها في صدره وهي تتذكر
" امي، كريم اووف وجدي ! "
قال وهو يتوجه نحو السرير وهو ممسك بيدها
" سنوضح كل شيء بعد ان ننام قليلا ! "
نظرت اليه رافعة حاجبيها
" امي لا تنام ! ودون ان تفهم ! مستحيل ! "
خرجا للتحدث مع فضيلة، فرأى ضوء غرفة الجد مضاءة
" وجدّي لم ينم ! سأتحدث معه ! "
دقت باب غرفة فضيلة وكما توقعت، كانت المرأة مستيقظة
" اقتربي ابنتي اقتربي ! ماذا حصل ؟ لهذا السبب لم ارد ان يذهب لوحده الى هناك ! انها افعى افعى ! اين ياغيز ؟ "
جلست هازان على حافة السرير وقالت
" جدي مستيقظ فذهب للتحدث معه ! "
ضربت فضيلة على صدرها من الخوف وقالت
" ستنفصلان ؟ ابنتي ! لا استطيع أن أطلب منك مسامحته ! أنا اعرف انك تحبينه ! حتى لو كان زواجكما صوريا ! لا يجوز لا يجوز ! "
اوقفتها هازان مبتسمة وقالت
" أمّي لم يخني ياغيز ! لقد كان سوء فهم ! "
تنفست فضيلة بعمق فهزتها هازان باسمة وقالت بخجل
" لقد اعترف لي بحبه ! "
" ماذا ؟ "
صاحت فضيلة ثم وضعت يدها على فمها مندهشة ونظرت الى هازان تسألها بأمل وترجي
" هل هذا يعني انكما الآن ؟ ام انك لم تخبريه ؟ "
" بلى بلى ! "
وضعت رأسها خجلة في حضن فضيلة فمسحت على رأسها بحنان وهي تقول
" طوال الليل وانا ادعو الا تتفرّقا ! "

دق ياغيز الباب ودخل فمدت فضيلة ذراعيها لابنها، ابتعدت هازان وتركت له مكانها، عانقته أمه ثم أمسكت بيد هازان ووضعتها في يد ياغيز وقالت
" ان شاء الله لا تتفرق هذه اليدين ابدا ! "
ابتسما وتبادلا نظرات الحب فقالت الام
" هيا اذهبا وناما قليلا ! الشمس اشرقت ! "
هز ياغيز رأسه وقال
" جدي يريد ان يجمعنا كلنا على الفطور ! ثم سأذهب للعمل ! لم يبقى لدي وقت للنوم ! "

عادا الى غرفتهما ولم يناما، تحدثا طويلا عن مشاعرهما،
أخبرها كيف وقع في حبّها، كيف أحبّها بصمت طوال الوقت، لم يتجرّأ على الاقتراب منها، لم يستطع أن يسامح نفسه على تركها سابقا ولا أن يكون جديرا بحبّها ..
أخبرته كيف وقعت في حبّه دون أن تفهم ولا تدرك، وعندما فهمت مشاعرها كيف خافت،  كيف خجلت، وكيف قررت ان لا تسمع الى قلبها ! ليرحل بعد ذلك وتفهم أن العيش بدونه صار محالا ..

الأرملة السوداء (قيد التعديل ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن