هل اعتقدت بتول حقا ان شراء بعض الثياب الملونة سيصلح الكسور التي في روح هازان ! طبعا لا، ولكنها تعلم جيدا ان كلمة طيبة كشجرة طيبة ..
لا تدري بتول مالذي عاشته هازان طوال سنوات، لكنها لطالما كانت متفائلة إيجابيّة مؤمنة بالحب، ان اردتَ يوما ان تصف بتول في كلمة فستقول فورا < الحب يفعل المعجزات >
هي واثقة من ذلك، رأت صديقتها بقرب ياغيز، رأت تلك الزميلة المرحة مثلها التي تشاركتا الطاولة في المدرسة ومتأكدة أنّها ان شجعتها ودفعتها نحوه، فحينها ستقرر هازان أن تتحسن !كانت تنظر إلى كل الأكياس الملقاة على سريرها بفتور، ثم تذكرت ذلك الشيء الذي أثار انتباهها وحماستها، متجر الكتب، رأته يراقبها في واجهة العرض، يناديها، يريدها أن تشتريه، الحل السحري لمشكلتها التي لا تُحل مع ايجة، كتاب حول التعامل مع المراهقين، أختها تدخل عمر النضوج، لكنها مازالت تراها طفلة، مراهقة، طائشة ..
كانت تدفع ثمن الكتاب عندما رأت كتابا آخر وراء العامل، أشارت إليه فمده لها، كتاب عن علاقة الابوين وتأثيرهما على الطفل ..
نظرت الى الكتاب الثاني بسخرية ! تفكر في تحسين علاقة مع ياغيز واحتمال عودته شبه منعدم ..
اندمجت كثيرا في دور الزوجة والأم، ونسيت أنهما منذ ثمان أيام مع الأمّ الحقيقيّة ..لم تتوقف عن القراءة، انهت الكتاب الاول في ليلة واحدة، نفعها كثيرا، صادفت نفسها في كثير من المواضع، أحيانا في دور المربي، وأحيانا في دور الابنة، وصادفت أمها، هل كانت امها سابقة لعصرها ! كيف كانت بهذا التفهم في ذلك الزمن، وكيف هي هازان ابنة ملاك تتحول لعدوّة للحب ! متى حصل هذا التحول !
سخرت من نفسها، سؤال مثاليّ من طبيب نفسي، سيجعلها تغوص في ماضيها ليجدا تلك اللحظة، الحدث الذي تغيّر بعده كل شيء، ثم بلمسة سحرية تصلّح الامور، قد تجد ياغيز ينتظرها أمام العيادة ليعلن لها عن حبه وقد تتحول حياتها بعد تلك اللحظة الى حياة عائلية سعيدة وردية مليئة بالحب ..
كحياة أمها ..
هي تعرف تلك اللحظة التي تغيرت فيها جيدا ! هي لم تنس ولا كلمة ! هي تذكر جيدا اليوم الذي فقدت هازان فيه كل ما جعلتها أمها تؤمن به وربتها عليه ! هي تذكر جيدا يوم اتخذت قرار أنّ الحب هو اكبر كذبة !
طبعا قبل ان تقع هي في هذه الكذبة !كم مضحك، كيف تريد في ذات الوقت حياة وردية وهي التي سعت لتعيش في غرفة سوداء ! متى أصبحت الغرفة تخنقها ! متى لم يعد لديها سبب مقنع لبقاءها فيها ..
هل فتح عينيها، هل جعلها ترى القصة من جانب اخر، لا تدري !
ياغيز، هي بالنسبة له شخص لا يحترم المشاعر، لا تحترم جسدها !
كم سهل الحديث لمن لم يعش التجربة، كم سهل عليه توجيه الاتهامات لشخص لم يعد موجودا ليدافع عن نفسه ! كم سهل عليه الحكم عليها !
هي في عمق الارض، مالذي تنتظره، يده لتنتشلها ؟ اين هو الان ؟ مع ابنته وأمها، قد يكونا تصالحا، قد تقنعه بالبقاء، فهي امرأة فاتنة اذا ارادت شيئا تأخذه وليست كتلة عقد ..

أنت تقرأ
الأرملة السوداء (قيد التعديل )
Fanfictionدخلت غرفة الجلوس .. وجدته واقفا جنب المدفئة يوتيها ظهره .. وفي يده صورة عائلتها .. تأملته .. لم يتغير .. ربما اكتسب وزنا .. وعضلاتا .. بلا شعور مدت يدها وعدلت من شعرها .. عندما اشتبك خاتمها بمشبك شعرها .. شعرت بالخجل واعادت يدها مكانها .. دون ان تن...