أميرة القصر

635 32 47
                                    


خرجت للقاء بتول التي لم تُفوّت فرصة التعليق على ثيابها، ثرثرت كعادتها واشتكت من بقاءها ببيت عائلة زوجها، فهي تزيد الاستقلالية والحرية لترتدي ما تشاء وتخرج او تدخل بدون اذن او تصاريح ..
ولم تستطع هازان ان تقنعها بالجانب الايجابي للعيش في بيت مزدحم، لا تفهم كيف ربطت بتول العيش مع العائلة بعلاقتها الحميمية مع زوجها !
تمنت ان تنشق الارض وتبتلعها ولا تسمع تخاريف بتول وحديثها صراحة عن مواضيع خاصة ..
أوقفتها وهي تقول بصوت خجل
" استغفر الله ! مالذي تقولينه ! ألا تخجلين ؟ "
ضحكت بتول من خجل صديقتها وقالت
" لماذا اخجل ؟ انه زوجي زوجي ! حلالي ! انت من عليك الخجل ! "
نظرت اليها هازان تعاتبها فواصلت 
" من جسمك الذي تحرمينه من حقه ! "
غيّرت هازان الموضوع بحزم ولم تصر صديقتها، أخبرتها عن كريم وخطيبته وعن عدم ارتياحها لهذه العلاقة ..

لم تتوقف عن النظر الى ساعة هاتفها ثم قررت فجأة ان عليها الرحيل، سألتها بتول عن السبب فقالت
" سنأخذ سما للسينما بعد المدرسة ! "
" ولكن لا يزال الوقت مبكرا على خروج سما ! "
اخذت حقيبتها وقالت وهي تبتعد
" سأمر على ياغيز، ضروري ! "
فكرت في ضرورة ذهابها لياغيز الآن، بينما هو في اجتماع مع ممثلي شركة النقل، ليلى ..
لماذا لا تريدها قريبة من ياغيز، لماذا لا تكف عن التصرف كزوجة غيورة ..
كادت تعود لكنها واصلت مسيرها نحو المصنع عندما تذكرت وصفه للفتاة البارحة، نظرت الى نفسها في المرآة، هي لا تشبه ناظرة مدرسة بفستانها المزهر وسترتها الجينز، ربما عليها ان تتسوق مجددا مع بتول ..

عندما وصلت كانا قد انتها من اجتماعهما، ومن السعادة التي تشع من وجه ليلى فهذا يعني انه امضى مع شركتهم، أحست بانزعاج وهي تقترب نحوهما، رحبت بها ليلى بصميميّة لا تصدقها هازان، ولسبب تتجاهله ارادت ان تريها من هي صاحبة هذا الرجل، قبلته على خده مدة ليست بالقصيرة ثم احتضنته وهي تقول
" جئت لاختطافك ! "
اخفى ارتباكه بسرعة ورحب بقدومها، عاد لمكتبه لامضاء بعض التقارير بينما خرجت هازان تنتظره بجانب السيارة !

لم تكن ليلى قد رحلت بعد، كانت تجري اتصالا مهما، حيتها هازان بابتسامة ولكنها بعد ان انتهت من اتصالها توجهت نحوها وهي تقول بابتسامتها المشرقة
" عزيزتي هازان، أريد ان نخرج يوما، أشعر انك لم تحبينني كثيرا ! "
اندهشت هازان من صراحة المرأة وشعرت لأول مرة بالخجل من برودها وقالت متلعثمة
" هذا بسبب طبعي السيء ! أحتاج وقتا لـ .. تكوين صداقات ! "
ربتت ليلى على كتفها
" لقد فهمت، اخبرني كريم أنك شخص متعلق جدا بالعادات والتقاليد ! هذا متوقع من فتاة عاشت وكبرت في بلدة صغيرة ! "
لا تعرف هازان هل المرأة تمدحها ام تذمّها لكنها اختارت ان لا تجيب وتكتفي بابتسامة مجاملة
" مع انني لا افهم كيف استطعت الزواج بأخ زوجك الميت ! يعني، من الأخ الاصغر الى الأخ الاكبر !  ألا يعد هذا .. "
كانت تبحث عن كلمة دون ان تهتم باندهاش هازان
" غير اخلاقي ! "
" ماذا ؟ "
صاحت هازان فاعتذرت المرأة متظاهرة بأنها زلة لسان، وما ان لمحت ياغيز يخرج حتى ودعتها بسرعة وركبت سيارتها ..

الأرملة السوداء (قيد التعديل ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن