(...اما ندى التي كانت تستمتع وكأنها على مسرح وكانت مثل الريشة في تمايلها بخفة ورشاقة وضحكتها التي تعلو المكان مع صوت اخواتها التي جعلت للشارع حياة ،مر اهلها من امام عمود انارة ، أمكن ندى من رؤية تلك المسدسات الخرز في يد أخويها الصغار ، وذلك الأكبر من النافذة يلوح لها بضخب ،رغم مسافتهم عن ندى الكبيرة وأنهم بالكاد فقط أنوار السيارة مرت من أمام الشارع المقابل ، الا انها استطاعت رؤية أهلها ، وأظن انها كانت اللحظة الوحيدة التي قد يتمنى الجميع عدم رؤية أهله فيها ..كانت غضمة عين وتلك السيارة منفجرة مع شاحنة ، تلك غضمة العين التي لا تقطع الثانية كانت أخر غمضة عين بعدما اصطدمت شاحنة مع سيارة اهلها ...مرت ثواني تليها دقائق ، كأنها فيلم سينمائي مدته سنة ..عيناها فارغة الا من ضوء الجحيم امامها ، ....القطب الجنوبي أثناء شهر ديسمبر مع سكب جردل ماء بارد تجمع في جسدها ..رعشة ..جعلت وأخيرا شيئا فيها تحرك ، فكت تجمدها، ....كأنها لم تخطي على قدميها منذ عام ، أقترابها الي الحريق لا يزيد الا في برودة جسدها وعقلها ، ، رؤيتها لتفحمات ، سماعها الى أنينات خافتة لا تجعلها الا كطفل حديث السير رأى شيء لامع وكلما اقترب منه زاد توهجه، ليسرع ليرتطم بالارض يحبو عليها ليتبين انها آلة مميتة تركت علامة لن تزول لتظل تذكرها بكل لحظة ........
........
احمد بينما لم يكن قطعة فيه لا تهتز وبين جسده جثة ندى الهامدة : بابا ال..الحقنا ...الحقنا هتروح ..مني ..مم.مصيبة
والد احمد بفزع : انا جاى انت فين بس
احمد : شارع ..ندى ..اسعاف ..مطافي ..اتصل .بيهم ( ليلقي بالهاتف ، ويضع يده على وجهها ودموعه تنساب لتصل الى وجنتيها المنصهرة ) ندى ..ندى ابوس ايدك قومي .. انا اسف اني محزرتكيش اني قلقان ( ليصرخ طلب النجدة جعل صوته أجش متألم ) النجدةةة ..النجداااااه ..ندى ندى حببتي بصيلي كل حاجة هتبقي كويسة ( ليمسك يديها اليمنى التي تم حرقها ، ليشل عقله عن التفكير وجسده عن الحركة جاعله يبكي بحرقة على الارض ، يطلب النجدة ) خليكي معايا ..مش هسيبك والله مش هسيبك بس خليكي معاياااه ( وصل والد احمد وارتجل من سيارته راكض الى ابنه مزامنا مع قدوم سيارات الشرطة والمطافي بعدها الاسعاف ، ليحاول احمد رفعها بيديه لكن خارت قواه ليسندها والده مع رجال الاسعاف ويركبوا جميعا سيارة الاسعاف ، ليقوموا لها بالاسعافات الاولية والتنفس الصناعي ، اشار احد رجال الاسعاف بضرورة التحرك للمستشفى لأنقاذ ندى لتدهور حالتها ، ليزداد انهيار احمد وضم والده له..، ...لتتحرك سيارة الاسعاف مزامنة لظهور أخرى لنقل الباقي بعد اطفاء النار .............
في مقعد امام غرفة العمليات يجلس احمد رافع رأسه للسقف شارد ، لتأتي عليه مي وتضم احمد بحركة سريعة وهي تبكي
أنت تقرأ
توأم الروح
Short Storyشئت ام أبيت ، لا تسير الحياة على وتيرة واحدة، ولن تبقى على نفس حالك طيلة حياتك ، سواء أاعجبتك ام لم تعجبك ، لأن الحزن لا يدوم ولا الفرح أيضا ، يجب أن تتذوق المعاناة حتى تتلذذ بالنعيم . وبما أن دوام الحال من المحال،وكلنا نعرف هذه المقولة ، فسوف نتعرف...