(رحب بي الظلام مرة أخرى ، كان يبدو أنه يعرف أني مللت منه ومن تعاسته ليأتي لي بالإثارة والرعب التي لم تشهده هوليود ، كم ألعنه وأبغضه ....كنت مثل العادة في إلا شيء لأجد ناراً وُجدت من إلا شيء تحرقني ..كنت أشعر بها تكويني وجسدي يسيح ويتفحم ..كنت أحاول الصراخ أُحاول الركض من مكاني ....لكني متصلبة ...شعوري بالاختناق يزداد لا أستطيع التنفس لا أستطيع طلب النجدة ..هل هذه نهايتي ..هل هكذا أحسوا عائلتي ...كنت أشعر أن وجهي يسقط من عليَّ كشمعة تأكل نفسها لتنير لنا ..أريد الصراخ ...فمي ..فمي كأنه انغلق من جلدي الذي يذوب ويتفانى ..أو ربما فمي هو من ذاب ...معه أنفي الذي لم يمنحني ذرة من الأكسجين ......................كنت أظن أنها نهايتي وأن دوري انتهى ...لكن تَعَلم أننا لا نعلم شيء ..إن معتقداتنا خاطئة حول الكثير إن لم يكن جميعه خاطئ ، إن ذلك الذي كان يبدوا كحقيقة لعينة كان كافي ويفيض أن يوقف قلبي للأبد ، إن نظرة احمد ومي وجود وكلً من الطبيب والممرضة وهم يروني أختنق من لا شيء وكل محاولتهم تبوء بالفشل لإنقاذي ، كل هذا يقول أنها النهاية ....،لكن لسنا نحن من نضع النهاية ، لسنا من ننفذها ، ولسنا من نتوقعها ....، لأن استيقاظي خالف كل التوقعات حتى توقعاتي ...كان شهيقي سيُنفذ الغرفة من الأكسجين ،ارتياح وجوههم قليلا ، لكن صراخي هو الذي لم يكن في الحسبان ، أنا لم أشعر بنفسي كنت أظن أن صراخي كان بسيطا هادئًا أنا ليست أستطيع التحكم به حتى ،عندما بدأت بالسكينة والهدوء والرجوع إلى وعي وجدت مي وجود يضماني ، وجدت أني كنت سوى ضحية لعقلي الباطن اللعين و واني لازلت حية .........
-------------------------------------------------------------------------------------------
(مر يومان ..حقا وبدون مبالغة كانت تمر كالسنتين ...كنت أحاول إثبات سلامة عقلي وأني لم أجن ...كان هذا حقا مريع وقاسي لكن أتعلم إن روح الممثلة التي داخلي كم كانت رائعة في إظهار كم أنا بخير وأني أستطيع التغلب على كل شيء و و و ،كانت ممتازة في تزييفه بينما الحقيقة أني كنت أتآكل داخلي ببطء ، لكن كل شيء يهون في مقابل خروجي من ذلك السجن أقصد المشفى ...كنت مطمئنة برؤية أقاربي بجواري ذلك اليومين ، وإخباري أنهم بجانبي ونتجاوز كل صعب وبلا بلا ، كلمات سخيفة طمئنت سذاجتي ، إن روح الساذجة كان في أشد نشاطه ذلك اليومين ...................
وأخيرا مر سنة أخرى أو بالأصح يوم واحد ، و محاولاتي لم تبوء بالفشل أخيرا ، وسوف اخرج من تلك اللعينة أخيرا ، كنت بين مشاعر متضاربة ،بين فرحتي بخروجي من هذا السجن وإمكانية الوصول إلى أهلي ومعرفة لما كل الهراء هذا يحدث وإثبات للجميع إنهم مخطئون و محتالون ، وشعور بالرعب من كوني سأكون معرضة للشفقة أمام نفسي إذا تم إثبات كلام الجميع
في بيت ندى
نسمة عمة ندى الكبرى : دلوقتي يحببتي انتي الحمدلله خرجتي من المستشفى ( قالت بحنان ثم أكملت بنفس النبرة ) أنا متأكدة انك تقدري تتجاوزي اي حاجه صعبة واحنا كلنا معاكي ، بس في حجات مهمة لازم نتكلم فيها
ندى بملامح هزيلة وسواد أسفل عينها كاد يأكل كل وجهها : موضوع ايه الي مهم ولازم تتكلموا فيه
نسمة : امم مامتك وباباكي كانوا سايبين حجات ودلوقتي لازم تتوزع بما يرضي الله
مجدي " زوج نسمة " بإبتسامة أظهرت سنته الذهبية : الورث يعني
ندى : ورث ايه وبتاع ايه هو ده وقته
هند ' خالة ندى ': يحببتي ده عدى اكتر من شهر احنا ممكن نكون داخلين على شهرين
ندى بهمدان : اكتر من شهر ،شهرين !؟ ..والورث ده بتاع ماما وبابا يبقى بتاعي انا وماما وبابا وأخواتي انتو بقى ايه ...(لم تكمل لأن مجدي أوقفها )
مجدي بانفعال سريع حاول إخفائه : ايه إلي انتو ايه ؟ ايه يندى مالك يحببتي مينفعش كلامك ده ، دلوقتي يحببتي مفيش ولد عشان يورث ..
جاسر عم ندى الأصغر : ربنا يرحمهم جميعا ويغفر لهم
مجدي : اه طبعا هما في مكان احسن ، بس انتي اكيد فاهمة شرع ربنا ،ادام مفيش ولد يبقى العم والعمة والخال والخالة هيورثوا وطبعا طبعا انتي هيكون ليكي جزء برضو
ندى : انت ..انت ايه الي بتتكلم فيه ده انتو بتعملوا ايه
أسامة خال ندى : يحببتي احنا مقدرين حالتك النفسية دلوقتي ، بس ده شرع ربنا وانتي طبعا مش هتعترضي عليه
ندى بخفوت : حتى انت ي أسامة ( وقامت من على مقعدها )
نسمة : ندى انتي رايحة فين ؟
ندى وهي تتجه لغرفتها : بعدين بعدين ....
( أنا لم تكن فكرة أن هذا شرع الله ونصيبهم وحقهم في تفكيري وقتها فقط كنت أظن أنهم مخادعون ، ......عندما دخلت غرفتي وسكرت الباب بالمفتاح ونظرت للغرفة بتمعن ...، كان كل شيء كما هو منذ آخر مرة تركت الغرفة فيها ، إلا من بعض الغبار جاء ليعطي الغرفة أكثر سلبية تتلاءم مع حالتي ، لا أعرف كم مضى من الوقت ، ولا أعرف إن سقطت في النوم أم لا ، لكني كنت في ركن غرفتي الذي لا يصل له الضوء بشكل جيد ، أغلق الأنوار حتى تنعدم الرؤية ، أكور نفسي حول نفسي ، لطالما اعتدت على فعل ذلك عندما أكون حزينة وحياتي متراكمة المشاكل ، لطالما كان الركن الذي يحتويني ، لاكن تلك اللحظة أدركت أن لا شيء حدث في حياتي يستدعي قدومي إلى هذا الركن إلا الأن فقط ، ادركت أني كنت أعطي لمشاكلي التافهة أهمية وأجعلها تستنزف طاقتي ، ماذا يعني إذا رسبت في الامتحان ، أو عندما لم أفز في المسابقة ، لماذا كنت أنهار و أبكي يوم كامل ، ولما كنت أعتقد أن تلك المشاكل لن تنتهي وستظل معي ، لما فعلت ذلك ، أنا واللعنة الأن لا أستطيع الاستمرار ، أنا الأن في الأزمة ، وليست أي أزمة ، إنها أصعب شيء قد يمر على إنسان ، وانا لا أملك طاقة للاستمرار ،لا أملك قوة لاستيعاب ومجاراة ما يحدث أنا فقط هنا في نقطة ما قبل الصفر رافضة التقدم أغلق عيني أفكر في مستقبلي إذا استمْررت في حياتي كيف ستكون من دونهم ، هل سينتهي بي المطاف مشردة ، لا مأوى لا طعام لا شراب ، وكل من يراني يضربني أو يعتدي علي...............
أنت تقرأ
توأم الروح
Short Storyشئت ام أبيت ، لا تسير الحياة على وتيرة واحدة، ولن تبقى على نفس حالك طيلة حياتك ، سواء أاعجبتك ام لم تعجبك ، لأن الحزن لا يدوم ولا الفرح أيضا ، يجب أن تتذوق المعاناة حتى تتلذذ بالنعيم . وبما أن دوام الحال من المحال،وكلنا نعرف هذه المقولة ، فسوف نتعرف...