Part 27

30 6 3
                                    

بينما كنت في دوامة أفكاري وعدم وجود سبب للعيش بعد الأن ، سمعت الباب يُطرق ، لم أكترث ، ظننتها عمتي نسمة او زوجها اللعين ، لكن الطرق تكرر بشكل اسرع واقوى ، حسنا هو الان يزعجني ، الان ينادون باسمي ، لكن ..لكن أنا اعرف هذا الصوت ، لذا فتحت عيناى ، لكن ما هذا ، رأيت نورا خافتا من خلف الستائر ، لقد أشرقت الشمس وبدأ يوم جديد مليء بالبؤس ، تركت مكان الشرفة التي كنت أقف أمامه لأفتح الباب بدلاً من أن يكسروه إن تركتهم دقيقة أخرى 

الجدة بهلع : مبتفتحيش ليه يندى من أول مرة وسكة الباب ليه 

ندى : تيتا انتي ايه الي مقدك على كرسي متحرك

الجدة وشرعت في البكاء : قدرنا يبنتي ، اتجاب أجلنا  (كانت تحاول الجدة أن تضم ندى ) تعالي في حضني انا مش عارفة اخدك في حضني (لتخضع الحفيدة لكلام جدتها ) أنا هفضل جنبك لآخر يوم في عمري ماتخفيش ، أنا هحميكي من الشياطين الي عايزين ينهشوا فيكي ، انا ..

ندى وهي في حضنها تتسرب دمعات من اعينها : خلاص يتيتا متتعبيش نفسك اكتر عشان خاطري انتي الي فضلالي (ليظلا هكذا لدقائق حتى قامت ندى من حضنها ورأت ان هناك إناسا آخرون ومحمد "ابن نسمة ومجدي" 

محمد " ابن عمة ندى " : ندى في حاجة مهمة لازم تعرفيها 

ندى بعدما خرجت من حضن جدتها : هه على الورث مش كده  (وقبل أن يجيب محمد ، أجاب رجل آخر وكان من الواضح عليه هو ومن معه أنهم من الشرطة  ) 

الضابط : لاء مش الورث ، في حاجة تانية لازم نتكلم فيها ، وبعد اذنك هنقعد نتكلم برة (وذهب الى الصالة ، يليه محمد وندى وجدتهما )

الظابط :  اول حاجة البقاء لله و انا عارف ان الي حصل مش سهل واكيد انتي دلوقتي بتحاولي تنسي لكن لازم تكلميني على الي حصل يوميها ، احنا شوفنا تسجيلات الكاميرا بتاعت الشارع بس عايز اسمع منك الي حصل قبلها 

ندى وقد رجعت ذاكرتها لهذا اليوم وسردت عليهم منذ رجوعها البيت وبدأ دراستها حتى الرسالة التي وصلتها من والدها ونزولها ..

الضابط بتركيز : امممم طيب احنا هنتحقق من حكاية الرسالة ديه بطريقتنا ، انتي ليه روحتي الشارع الي طلعت منه الترلة ورجعتي في ساعتها  

ندى : كنت خايفة ،حسيت أن في حاجة بتمنعني اني اروح وانا استجبت للشعور ده ورجعت

ليتنهد الضابط ويقول : طبعا انتي لازم تعرفي على كل حال..الترلة الي خبطت عربيتكوا كانت فاضية يعني مفيش سواق من الأساس ، واكيد في حد شغلها ونزل منها وكل ده حصل لما العربية بتاعتكوا جات تعدي ..

ندى برعشة وصدمة : قصدك انها ممكن ... ممكن تكون الحدثة مقصودة ؟

الضابط : ممكن ..وممكن لاء ، ويكون الي شغلها معرفش يوقفها وخاف ورمى نفسه ولما لقى الي حصل هرب وساعتها هنجيبه وهيتعاقب بس مش هتكون مكيدة مدبرة لأهلك ..(ليراها مازالت في حالة الصدمة ليكمل )  طيب انا كده خلصت كلامي والبقاء لله مرة تانية ( وقام من مقعده ،واخرج)

أنا أتذكر تفاصيل هذا اليوم جيدا ، بلا أنا أتذكر تفاصيل تلك الفترة كأنها كانت أمس ، وليس كأنها قاربت على عامها الثاني ، كانت حالتي غريبة لا اعرف وصفها ، كان هناك مشاعر كثيرة مضطربة ، حزن ، صدمة ، استغراب ، إرهاق  ،دهشة ، والكثير الكثير ...كنت أرى جدتي تبكي بحرقة وتحتسب الأجر عند الله  ، ومحمد الذي لا يعرف أينً منا يواسي ، مسكين ، من الجيد أنه لا يشبه عائلته ......نظرت إلى جدتي  ، الحقيقة أنا خائفة عليها فمن الواضح أنها من تبقت لي، لم أستمع  لها وهى تسألني أين سأذهب ، أنا فقط توجهت للمرحاض ، دخلته وسكرت بابه ، فتحت صنبور الماء البارد ، كنت استمع إلى قطرات الماء ترتطم بوجهي جاعلة مني أن ازداد ،املا أن استيقظ من ذاك الكابوس الذي حُشرت فيه ، نظرت أمامي ، كم كان إنعكاسي باهتا حزينا ، أهذه حقا انا ، كم عجيبه هذا الحياة ، كان الجميع يشهد بنشاطي وحيويتي والأن أصبحت موضعا للشفقة ، أطلقت قهقهة ساخرة على ما يحدث لي .........

توأم الروححيث تعيش القصص. اكتشف الآن