دخلت عمتها نسمة بارتدائها الأسود وبكائها تأخذ ندى في حضنها : البقاء لله ي حببتي ، احنا كلنا جنبك ( تلك الكلمات كانت كفيلة لتوقيف الزمن ....كانت كفيلة لجعل الرؤية سوداء و كل شيء مظلم
(عدم الشعور بأي مشاعر هذا أمر غريب ...لكنى للمرة الثانية اجد نفسي في المشفى ،للمرة الثانية اجد المحاليل متصلة بيدي أشعر بها تتسرب إلى عروقي ، وأرى نظرة الشفقة في عيون من حولي ...لم استنتج سوى أني كنت غارقة في إلا شيء لأسابيع متتالية ..كثير أليس كذلك لكني لم اشعر بهم ..،لا أعرف أين كنت لكني أريد العودة له ..كم هو قاسي هذا العالم
كلمات احمد التي تخرج من شفتاه المرتعشة تجعلي أود صفعه عليها كم هو كاذب..، لكن لا كلمات تخرج مني لا صوت ، أنا حتى ليست قادرة على البوح بألمي الذي اشعر به في يدي ...وقلبي........
احمد بدموعه التي تأخذ مجراها على وجنتيه : ندى ردي عليا والنبي قولي اي حاجة صرخي اعملي اي حاجة متسكتيش كده
ندى: انا بكرهك
كنت أرى الصدمة متمثلة عليه ....
ندى بصراخ : انا بكرهككك ...انت شخص كداب ..اطلع برة ..انت كداااب ..برةةة (وبدأت في حالة تشنج جعلت ذلك الطبيب يعطيني حقنة مخدر ...اللعنة لا أريد النوم مرة أخرى ...أنا أريده لكني لا أريده ..أنا لم اخبر احمد اني ليست أنا ..أنا لا أقصد قول هذا أنا لم احب شخصا مثله ...لماذا هو يستمع إلى كلامي ويخرج ...أنا احتاجه لا تذهب ..كانت آخر ما أراه هو خروجه بوجه حزين ...أنا للمرة ..لا أتذكر العدد ..لكني لم أشعر بشيء مجدداً..........
فتحت مُقْلَة عيني ...استمرت الرؤية مشوشة لبضعة ثواني حتى استطعت تخمين أين كنت ومن أنا والمفاجأة ما زلت على سرير المشفى في غرفة المشفى داخل عروقي وشراييني محاليل المشفى ...أتذكر عندما حاولت الوقوف من هذا الاستلقاء الوضيع ...أخرجت تلك الإبرة التي توصل لي المحاليل من يدي غير عابئة بتلك القطرات التي افقدها من دمائي ، أنا فقط أتحرك حتى أجد مخرج هذه الغرفة أظن إن رآني أحد سيظن أني ثملة أو أتعاطى شيء ما ...لكنى أنا فقط أسير أو أحاول السير وصولاً لشيء ما ينجدني من تلك المشفى التي ظنت أنها مأواي ومرعاي ....لكن واللعنة ..كم أكره هذه اللمسات والمسكات ..أغمضت عيني بغصة من مسكة الممرضات لذراعيَّ ..غير أن هذا آلمني وبشدة إلا أنه أشعرني بتقززٍ شديد ..كان يروق لي لحظتها البصق على كلا الممرضتين من كلا الاتجاهين لكن هيهات فجسدي الهزيل خزلني لن يستطع مقاومتهما حتى أنه لم يستطع البصق عليهما...إن البصق يحتاج قوة ليست في حوزتي ...ولاكن لما تلك اللعينة تعيطي حقنة أنا لم أقاوم ...ثواني ويرحب بي الظلام مرة أخرى ...ما سيحدث إن تمسكت بي السعادة مثلما تمسك بي الظلام ؟ .....إلى متى سأظل في تلك الحالة .....أعني إلى متى سأظل جسد حي لكن بلا أحاسيس ومشاعر ..أي بلا روح ..أظنها ذهبت معهم لأنها لن تستطيع العيش في مكان ليسوا فيه ....هذا كان اعتقادها ........
مرة أخرى ....أنا فقط لماذا ما زلت أفتح عيناي أجدني في المشفى إن كنتوا ترودون قتلي فأنا أريد أيضا لكن ليس بهذا البطء والعذاب وتلك الملاءة اللعينة مازالت كما هي كم هذا مقرف تلك المشفى قذرة بكل ما تحمل الكلمة من معنى ....كنت أعرف أني فقدت شعوري بكل شيء لكنى تأكدت عندما وجدتي لم أعد أميز الوقت كم قد تكون الساعة الأن أهذا صباح أم مساء ، أي يومٍ في الأسبوع ،حسنا من أي شهر ...حسنا سيكون مضحكاً إذا كانت أيضا السنة لا أعرفها أو تم تغييرها وأنا لم أشهدها ....كم أكرهني ......
دقائق تمر وأنا حتى لم أحاول الحركة من مكاني إنشاً واحدة ، إذا قولت خوفاً من أن يتم تخديري مرة أخرى ..فحسنا ..، أنت محق ...، وإن قولت أني فاقدة الأمل وخيبة الأمل تحوز على كياني فأنت على حق ...أما إن قلت أني لن أستطيع التحامل على قدمي للحظات ...نعم كل هذا صحيح ...أنا فقط لا أعرف لماذا هذا يحدث معي ..إن كل ما أطلبه هو أن أرى عائلتي ...هل هذا ليس حقي أم طلبت شيئا مخالف للقانون أو الشرع ....أوه باب الغرفة ينفتح ببطء أهذه الممرضة أتت مرة أخرى لتحقنني ...أم أرادوا أن أرتاح وتحقنني بحقنة هواء وأرتاح ..سأحب ذلك ...لكن كل أحلامي باقت بالفشل عندما رأيت أحمد هو من دخل وعندما نظر لي صدم أني مستيقظة ، كاد أن يخرج لكني أوقفته بصوتي الذي كان أسوء من صوت عجوز مدخنة ......
ندى بصوت مبحوح : احمد ! ..استنى ...
احمد : نعم ي ندى
ندى: انا اسفة
احمد : بتتأسفي على ايه انتي مقولتيش حاجة غلط انتي عبرتي على مشاعرك وانتي شايفاني ازاي
ندى: احمد ..ارجوك بلاش كده والنبي دلوقتي ...بص أنا مصدقة كلامك ممكن توديني عند ماما وبابا واخواتي ؟
احمد بعدما جلس على كرسي جوار السرير : انا عارف انك قوية يندى ..وانتي مؤمنة بقضاء ربنا ..احنا كلنا بنعدي بابتلاءات بتكون اختبار من ربنا ..
ندى بدموع : قول علطول ي احمد من غير مقدمات
احمد تنهد وهو يعلم ما سيحدث بعد ذلك : ...البقاء لله ..شيدي حيلك ..انا والله هفضل معاكي و...
لتنهار ندى من الدموع : يعني كانت عمتو بتقول صح يعني ده كان حقيقي ..يعني مش هشوفهم تاني ؟..طب ازاي ..ده الابتسامة الي من القلب مش بتطلع إلا معاهم ..ده مصدر قوتي هما إلي عملوه ، مصدر سعادتي ، مصدر اماني ، مصدر اطمئناني ، مصدر راحتي ، ثقتي مصدر اي حاجة حلوة في حياتي ..هما ..هما إلي كونوه..هما إلي بنوه ..، هما السبب الأساسي فيه ،..لاء .هما السبب الوحيد فيه ...ربنا بعتهم ليا عشان يكونوا الحاجة الحلوة إلي في حياتي ، أنا مكنتش بثق في حد غيرهم..فجأة كده يختفوا وبدون اي مقدمات ، في غمضة عين ، والله هي بس غمضة عين ...كلهم مبقوش في حياتي او في الحياة
احمد : وحدي الله يندى مينفعش تقولي الكلام ده قدر ربنا
ليزداد الانهيار وتبدأ التشنجات مرة أخرى : لا إله إلا الله ..بس ..بس ( ليقلق عليها احمد وينادي على الممرضة لتأتي مع حقنة مخدر ) لاااااا مش عايزة تاني ..كفاية ..كفاية حرام عليكوا ( ليهدأ جسدها و كلامها حتى انعدم وذهبت في سبات عميق )
أنت تقرأ
توأم الروح
Short Storyشئت ام أبيت ، لا تسير الحياة على وتيرة واحدة، ولن تبقى على نفس حالك طيلة حياتك ، سواء أاعجبتك ام لم تعجبك ، لأن الحزن لا يدوم ولا الفرح أيضا ، يجب أن تتذوق المعاناة حتى تتلذذ بالنعيم . وبما أن دوام الحال من المحال،وكلنا نعرف هذه المقولة ، فسوف نتعرف...