THE MAGICAL NOVEL | الرِوَاية السِحْرِيّة

~البارت السادس عشر~

في اليوم التالي ذهبت متأخرة قليلا . دخلت المكتبة و دفعت الباب في استعجال و انا آخد انفاسي و قلت : آسفة حقا يا رفاق آسفة لتأخري كنت افكر طوال الليل و .....
دخلت المكتبة . وجدتها مليئة بالأشخاص . منهم من يستعير و منهم من يشتري و منهم من يجلس و يقرأ في المكتبة .
كنت متفاجئة للغاية . كنت مصدومة . لم أتوقع يوما أن المكتبة ستكون مليئة هكذا بالزوار . لم أتوقع أنه سيكون هذا العدد مهتم بالكتب و القراءة .
ذهبت لاقف إلى جانب روزان و قلت لها : ما هذا يا روزان . ماذا حدث . هل جاءت ساحرة و ألقت تعويذة في المكتبة ام ماذا ؟
قالت لي و هي تضحك : لا .. لم تأتي ساحرة بل جاء الرجل العجوز الذي جاء أمس و جلب معه بعض الزوار لرؤية المكتبة . ثم ذهب و من وقتها المكتبة في ازدياد عدد الزوار .
كنت سعيدة للغاية . حلم عمري يتحقق امام عيني و انا لا اصدق . امس فقط كنت سعيدة للغاية بسبب مجيء شخص واحد فقط إلى المكتبة . الان أرى المكتبة بها العشرات من الناس و الزوار و انا لا اصدق حقا .. خرجت من افكاري و ذهبت لمساعدة چون و روزان في البيع و هكذا .
بعد إنتهاء اليوم . و بعد رحيل الجميع . كنت أنا و چون و روزان منهكون للغاية و مع ذلك كنا  فرحين للغاية . جمعنا من اليوم مبلغ جيد من المال و تم تقسيمه علينا . و صدق او لا تصدق كان نصيبي من المال افضل بكثير من مرتبي الذي كنت آخذه من مصنع الأحذية - على حسب مذكرات كلارا -
كان يوم صعب و مُتعِب و لكنني استمتعت حقا . لم أكن استمتع في عملي في السفارة الفرنسية مثل عملي في المكتبة .
اتفقنا انا و چون و روزان أن نخرج معا حتى نحتفل بما حدث اليوم و سبب نجاح مشروعنا الذي كنا نشك أنه سينجح يوما .
مروا عليّ چون و روزان و ذهبنا معا الى مقهى بسيط . تحدثنا في أمور كثيرة للغاية . عن المكتبة و عن كيفية لقاءنا ببعض نحن الثلاثة و عن ايام المصنع و تحدثوا أيضا عن اليوم الذي استيقظت فيه و انا لا أتذكر اي شيء أو اي احد . تذكرت ذلك اليوم ..
ذلك اليوم كان أول يوم لي هنا في هذا العالم العجيب . عالمي الجميل الذي لولاه لما كنت شعرت بتلك المشاعر الجميلة و التجارب الرائعة . مر على هذا اليوم شهرين و لازلت اتذكره كأنه البارحة . احب هذه الحياة كثيرا . احب چون و روزان . أحب كوني ككلارا . احببت انستازيا و عن كيفية تخليها عن حلمها الذي كانت تحبه و لكنه كان يؤذيها و يؤذي كلارا فتخلت عنه . احببت كل شخصية و كل شىء في هذه الحياة . عندما اقارنها بحياتي الحقيقية أرى أنني كنت أعيش حياة عجيبة . إن كنت استمريت بها لكنت مت من الملل و الروتين و الاحداث المملة . لازلت اتذكر روتيني التفصيلي الذي لم يتغير الا بعد قراءتي لتلك الرواية . مازالت اتذكر عاداتي التي لم تنكسر و لم تتغير الا بقراءتي لتلك الرواية . لولا الرواية تلك لكنت أصبحت شخص أسوأ .
و لكن .. هل سأعود يوما إلى حياتي الطبيعية ؟ لا اريد العودة ! انا اريد أن اعيش للابد مع چون و روزان و مكتبتي و كل شيء هنا .
قطع تفكيري صوت چون و هو يقول : كلارا .. هل أنتِ بخير ؟
اومأت برأسي ب نعم و قلت : انا بخير .
بعد الانتهاء من المقهى . قررنا عدم العودة إلى البيت مباشرة و قررنا أن نتمشى مع بعض قليلا قبل الذهاب الى البيت .
تحدثنا عن كل شىء . و كان حديثهم مسلي و ممتع صراحةً . لم اتعامل معهم سوى شهرين إلا أنني أشعر أنهم اصدقائي المقربين الذين اعرفهم من الطفولة . أشعر اتجاه روزان بنفس مشاعري اتجاه جميلة . أشعر أنه شبهها في تصرفاتها و قربها مني و اهتمامها بي . مع أنه لا يوجد رجل في حياتي الحقيقية إلا انني احببت وجود چون في حياتي و احببت اهتمامه بي . احببتهم حقا من كل اعماق قلبي . احببت تلك الحياة من كل اعماق قلبي .
ذهبت إلى البيت .. كنت سعيدة . كان اسعد يوم لي على الاطلاق . تمنيت قبل أن أنام أن أظل في تلك الحياة إلى يوم مماتي . اتمنى أن تتحقق تلك الأمنية و أظل هنا إلى الأبد .