~البارت السابع عشر~

383 33 1
                                    

' مريم .. هل استيقظي ؟ مريم هل ترينني ؟ هل تسمعني ؟ '
لم اسمع هذا الاسم منذ زمن .. هذا الصوت مألوف حقا . 
حاولت أن أفتح عيناي و لكنني شعرت بالدوار الشديد . كان جسدي بأكمله يؤلمني ، صوت أجهزة المستشفى يملء المكان . لم اعرف ماذا يحدث .
فتحت عيني وجدتني نائمة على سرير المستشفى و يدي مليئة بالمحاليل و أجهزة النبض .
نظرت إلى الفتاة التي بجانبي .. كان وجهها مألوف للغاية . بعد أن عاد نظري و تعرفت على الفتاة . وجدتها جميلة !
قلت لها في صوت متعب و استغراب : جميلة ؟ ما الذي اتى بك الى هنا ؟ اين روزان و چون ؟
قالت لي بتعجب : روزان و چون ؟ من روزان و چون ؟
قلت لها : اصدقائي .. اين هم ؟
قالت لي : مريم انتي لا تملكين اصدقاء بهذا الاسم . انا فقط صديقتك .
قلت لها في غضب بسيط : لا ! هم اصدقائي و انا اريد رؤيتهم الان !
قالت لي : مريم انتي لا تملكين اصدقاء غيري .. هل انتي تهلوسين ؟
صرخت بها و كنت غاضبة للغاية : اين روزان و چون اريد رؤيتهم الان و فورا .. من انتي من الأساس حتى تقولي عليهم انهم ليسوا اصدقائي ؟
قالت لي و هي تمسكني و تحاول تهدئتي : اهدئي يا مريم انتي استيقظي من الغيبوبة للتو !
قلت لها في تعجب شديد : غيبوبة ؟؟
قالت لي : نعم .. انتي في غيبوبة منذ شهرين
قلت لها : كيف ؟
قالت لي : بعد أن التقينا انا و انتي .. جاءت سيارة و صدمتك و من حينها دخلتي في غيبوبة مدتها شهرين .
صُدمت صدمة عمري .. كيف هذا ؟ و هل عدت حقا الى حياتي الطبيعية ؟ ام انني في حلم و سأستيقظ منه الان و سأذهب إلى المكتبة و أرى روزان و چون
قالت لي جميلة : مريم .. هل تسمعينني ؟
لم ارد .. كنت متفاجئة و مصدومة .. في حينها تمنيت الموت على أن أرجع إلى حياتي الطبيعية .  و خصوصا و انا في هذا الحال
' سأذهب لاحضار الطبيب '
قالت جميلة و هي تتجه نحو باب الغرفة و تخرج منه

بعد 5 دقائق .  جاءت جميلة و الدكتور .
قال لي الدكتور : حمدا لله على سلامتك .. هل تتذكرين من انتي ؟
لم ارد .. حقا .. من انا ؟ كلارا ام مريم ؟ انا في عالم الرواية ام حياتي الواقعية السيئة ؟
كرر سؤالها ثانية .. و ثالثا .. و رابعا .. و مازلت التزم الصمت . و مع كل مرة يسألني بها الطبيب كانت جميلة تقلق أكثر و أكثر
و بعد أن يأس من ردي .. شاور على جميلة و قال لي : اتعرفين من هي ؟
لم ارد .
نظرة جميلة لي نظرة حزن شديد .
اقترب الدكتور مني و قال : هل تسمعينني يا مريم ؟
نظرت له و لم ارد .
قال لي : هل تستطيعين الكلام ؟
لم ارد أيضا
قال لي : هل هناك شئ يؤلمك في فمك أو الحنجرة ؟
لم ارد .
قال الدكتور لجميلة : اعتقد انها مصابة بصدمة عصبية . او تشتت من أثر الحادثة و الغيبوبة . فهي فاقدة للوعي لمدة شهرين و هذه مدة طويلة نسبيا .
اومأت له جميلة في تفهم .. كنت استطيع سمعهم و لكنني لا اقدر على الحديث . كانت صدمة عدم رؤيتي لروزان و چون و عدم وجودي في ذاك العالم كبيرة للغاية . صدمة أن كل ذاك العالم الذي عشت و تعاملت فيه كان مجرد عالم افتراضي . و كأنه لعبة من العاب الفيديو .
ذهب الطبيب و رجعت جميلة جلست إلى جانبي . قالت لي في صوت منخفض : لا بأس انا معكِ إلى أن تعودي بخير .
كنت اشتاق حقا الى جميلة ، اشتاق اليها بشدة ، اشتقت الى كلامها و اهتمامها بي و كل شيء يخصها ، كنت سعيدة لرؤيتها مجددا .

THE MAGICAL NOVEL | الرِوَاية السِحْرِيّة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن