~ البارت الرابع ~

1.3K 93 1
                                    

جرت الايام بسرعة كبيرة ، و مضى شهر كامل و مضت الايام، و كانت معظمها أن لم يكن جميعها تتمحور حول قراءة تلك الرواية السحرية ، و مقابلة جميلة من الحين والآخر ، و لكن لأكون صادقة ، فقد شعرت أن حياتي الروتينية تغيرت منذ أن بدأت أن أقرأ تلك الرواية ، قد يعتقدني البعض أبالغ و لكن حقا حياتي تغيرت ، أصبح هناك هدف من حياتي ، فقد كنت انهي عملي لأقرأ الرواية ، انام مبكرا و استيقظ مبكراً لأقرأ الرواية ، احببت الرواية و ابطالها من كل قلبي .
الى أن جاء اليوم .. و أنهيت الرواية ..
لم أشعر قط بهذا الشعور مع باقي الروايات التي انهيتها من قبل ، شعور و كأنني فقدتُ صديقا حقيقيا لي ، لم أشعر بالوحدة الحقيقية سوى الان . لم أشعر بصدق نصيحة ابي سوى الان .
عادت حياتي الى ما كانت عليه ، و لكنني لم أرغب في القراءة ، و كأن عقلي يرفض أن يتخيل اي احداث سوى احداث تلك الرواية الغامضة التي لا اعرف اسم كاتبها أو حتى دار النشر التي نشرتها لعلي اعرف اسم كاتبها .
و في يوم من الايام ، تلقيت اتصالا من جميلة ، كانت تقول انها تريد مقابلتي ، لأكون صادقة لم أكن أريد أن أذهب إلى أي مكان ، لكنها جميلتِي و هي تستثنى من الجميع .
ذهبت لارى جميلة في المكان الذى اتفقنا عليه ، كانت حديقة لطيفة و هادئة و كانت جميلة تنتظرني بجوار إحدى الأشجار العالية .
كانت جميلة كأسمها .. بشعرها الاسود الطويل و رموشها الطويلة و ضحكتها التي لطالما جعلتني اضحك و أشعر بالسعادة مهما كنت أشعر بالاحباط أو الحزن .
عندما رأيتها حينها ، تذكرت كل ذكرياتنا معا و كم كونّا من ذكريات معا ، تذكرت كم كنا مع بعضنا البعض في كل الأوقات سواءا كانت سعيدة ام حزينة ، تذكرت كل الذكريات الجميلة التي بيننا و حينها كم كنت فخورة بصداقتها و كم كنت أود أن اشكرها لوقوفها بجواري كل تلك السنوات دون أن تتركني وحدي ، كم كنت اريد ان اقول لها كم أنني احبها و كم أن ابتسامتها جميلة كأسمها .
جلسنا معا على إحدى المقاعد ، و ظلت تحكي لي عن عملها و عن كم كان الطريق مزدحما اليوم و عن كم كان الغداء لذيذ للغاية و كم كانت مستمتعة به ، ظلت تحكي لي عن كل شىء حدث لها على مدار اليوم و بالتفصيل ، قد يظن البعض انني قد انزعج من كلامها و قصصها التي قد يراها البعض مملة ، و لكنني كنت اتوقع لاستماع قصصها حقا من الحين والآخر ، لا أعرف لماذا و لكن في هذا اليوم كنت ممتنة لصداقتي انا و جميلة كثيرا ، ربما لأنني كنت أشعر أنني لن اراها ثانية ..
عندما تأخر الوقت ، حان وقت الرحيل ، ودعنا بعضنا البعض و ذهب كل منا في طريقه ..
كنت امشي في الشارع أتأمل النجوم ، السماء ، و القمر . الى أن سمعت صوت سيارة بجواري و رأيت نورا ابيض اللون قد ملء عيناي ، لم أشعر بألم .. في الواقع لم أشعر بشيء .. لم أشعر بأي شيء و لكنني اشتقت حينها لأمي ، اشتاق اليك حقا يا امي ..

THE MAGICAL NOVEL | الرِوَاية السِحْرِيّة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن