~البارت الثاني و العشرون~

322 27 2
                                    

ذهبت إلى البيت .. و قررت بدأ حياة جديدة بدأً من اليوم .
لم اكن اعرف من اين ابدا . و لكنني عزمت على أن أجعل حياتي افضل . لا اريد ان استسلم ابدا . انا دائما ما كنت قوية و سأتغلب على اي شيء .
توجهت إلى غرفتي . جلست على سريري أتأمل الغرفة . قلت في نفسي : لم اغير اي شيء في الغرفة منذ 6 اشهر . لا بد أنها تحتاج بعض التعديل و التزيين .
نظرت إلى الطاولة التي كانت بجانب سريري . كانت حقا مليئة بكل الاشياء التي ليس لها علاقة ببعضها . كام هناك اكياس فارغة و ورق كثير و الكثير و الكثير من التراب و أشياء أخرى عشوائية . بدأت في إزالة كل تلك الأشياء و تنظيف الطاولة جيدا . و لم اضع عليها سوى مُنبهي و ريموت التكيف فقط .
توجهت ثانيا إلى ستارة شباكي و قمت بتغييرها إلى لون افضل . و قمت بتنظيف الغرفة جيدا ؛ لانه لن تستقر حياتك و لن تهدأ روحك إلى اذا نظفت المكان المحيط بك اولا و بالأخص الغرفة لأنها أكثر مكان نجلس فيه .
بعد تنظيف غرفتي ذهبت إلى النوم لارتاح . كان تنظيف الغرفة أمر مرهق للغاية خصوصا أنها مر وقت طويل منذ أن جددت فيها أي شيء .
مر اليوم بسهولة و مرت الساعات بسرعة . و جاء يوم الذهاب الى العمل  .
ارتديت الزي الاعتيادي الذي كنت أذهب به الي العمل و توجهت إلى العمل في موعده و كل شيء يسير على ما يرام .
اول ما دخلت السفارة رحب بي زملائي في العمل و اطمئنوا على صحتي . تحدثت معهم قليلا ثم توجهت إلى قسم الإجازات لأفصل اجازتي .
ذهبت إلى قسم الإجازات و بالفعل قمت بالتوقيع على فصل الإجازة . بعدها توجهت إلى مكتبي .
كان التراب يملء الادراج و ملفاتي . اخرجت ورقة و قلم و كتبت بكل هدوء استقالتي .
عندما انتهيت اخذت أقرأها مجددا .. لعلي اغير قراري على آخر لحظة .
هل سيكون قرار صائب إن تركت العمل هنا ؟ وظيفة مضمونة و مرتب جيد مضمون كل شهر .. سأتركه ؟
هل من الصائب أن أفتتح مشروعي الخاص و لحسن أو سوء الحظ ينجح المشروع أو لا ؟
خطرت ببالي عدة أسئلة و لم أجاوب على اي واحدة منها . ربما كان الأمر سهل في عالم الرواية لأن المدير هو من قام باتخاذ القرار و قام بطرد كلارا .
لكن الأمر هنا في يدي و القرار يرجع لي انا .. هل انا على صواب ؟
مريم ! كفي عن التردد و التفكير . لم يجعل حياتك روتينية و مملة سوى الخوف و التفكير الكثير . خُضِ التجربة ! حتى لو لم تنجح لا بأس نحاول مجددا و مجددا . الأمر يستحق المخاطرة . هل كانت كلارا خائفة عندما طُردَت من العمل ؟ بالطبع نعم ولكنها فكرت سريعا و قامت بافتتاح مكتبة . حتى و إن كان الاختلاف بينك و بينها أنها كان لديها چون و روزان انتي لا تملكينهم . لا بأس ! قومي بالأمر و لا تفكري كثيرا .
و بالفعل اخذت ورقة الإستقالة و ذهبت بها إلى مديري . استأذنتُ بالدخول و دخلت . قام بالترحيب بي و السؤال على صحتي . بعد وقت قليل و بعد أن انتهينا من الحديث عن أشياء عشوائية . بدأت الكلام .
اخذت شهيق و زفير ثم تحدثت : حسنا . كما تعلم انا كنت في غيبوبة طويلة لمدة شهرين و عندما عدت لا أشعر اني بخير . ولا أعتقد أنني سأكون بخير إن عملت هنا بالسفارة أكثر لانه سيكون أمر  متعب لي . لقد كان شرفا كبيرا لي أن أعمل معكم و أن أكون واحدة منكم . ولكنني آسفة . لا استطيع . تفضل هذه ورقة استقالتي من السفارة و تعيين شخص آخر بدلا مني .
اخذ مني الورقة و اخذ ينظر إليها تارة و ينظر إليّ تارة أخرى . شعرت أنه تفهم الموقف جيدا لذا لم يناقشني كثيرا و قام بالامضاء عليها و قال لي في ود : آنسة مريم . هذا في الاول و الاخر قرارك وانتي حرة فيه . و لكننا سنحزن بالتأكيد لخسارة شخص ممتاز و مجتهد مثلك . اتمنى لك التوفيق في ما هو قادم خارج السفارة أو داخلها . و اذا غيرتي رأيك في يوم ما ستجدينا في انتظارك .
شكرته ثم خرجت خارج مكتبه و توجهت خارج السفارة .
' مريم .. هل ستأخذين إجازة مجددا ؟'
سمعت صوت اوقفني . كانت زميلتي في العمل . قلت لها و انا ابتسم : نعم . إجازة طويلة الأمد .
ركبت التاكسي و توجهت إلى البيت . كان شعوري مزيج بين الفرح و الحرية و القلق من المستقبل .. لم احدد بعد ما العمل الذي سأفتتحه . هذا ما فعلته كلارا عندما طُردَت من العمل و بعدها قامت بافتتاح مكتبة لها بينها هي و چون و روزان . و لكن هل سأفتتح حقا مكتبة كما فعلت ؟!

THE MAGICAL NOVEL | الرِوَاية السِحْرِيّة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن