~البارت الثامن عشر~

376 35 2
                                    

مرت الايام . مازلت في المستشفى لمتابعة حالتي بعد أن اكتشفت أن بسبب الحادثة كُسرت ساقي اليمنى . و لكنني سأخرج غدا حسب كلام الطبيب و جميلة .
مرت الايام و لكن فكرة أن هذا العالم كان عالم افتراضي لم تمر من ذهني بعد .. كنت احب هذا العالم للغاية و لم أُرد أن اغادره يوما . حياتي هنا لا تضاهي شيء بالنسبة للعالم الآخر الذي كنت فيه . و لكنني سعيدة أنني عشت و تعلمت من هذا العالم حتى و إن كان في خيالي فقط ..
لم اكن اتكلم مع أحد ، ولا حتى جميلة . كنت مازلت مصدومة . و لكنني مع الوقت و مع التأقلم مع هذا الوضع الجديد أصبحت اتكلم من جديد و لكن ليس مثل الماضي .
دخلت جميلة إلى غرفتي و قالت لي : صباح الخير يا مريم كيف حالك اليوم ؟
قلت لها بصوت منخفض : بخير
قالت لي : لدي لكِ اخبار جيدة .. ستخرجين من المستشفى غدا . لقد سألت الدكتور و قال لي أن صحتك الجسدية و النفسية أصبحت مستقرة . عدا ساقك المكسورة ستطول قليلا و لكنها لا بأس أن ذهبتي الى بيتك .
اومأت لها بنعم .
قالت لي : لا تقلقي لقد أخبرت السفارة بوضعك الحالي و قد اعطوكي إجازة إلى أن تُشفى قدمك .
قلت لها بصوت منخفض : منذ متى و انا هنا في المستشفى ؟
قالت لي : منذ يوم الحادثة لقد دخلتي في غيبوبة مدتها شهرين . و منذ أن افقتي انتي هنا منذ اسبوع
اومأت لها بنعم ثم نظرت إلى النافذة في شرود
ثم جلست جميلة بجانبي على السرير و قالت لي و هي تحضنني : لا بأس .. كل شيء سيكون على ما يرام .
.
جاء يوم خروجي من المستشفى . لم ارى الشارع منذ شهرين و 7 ايام . ربما لم أكن مدركة الوضع لمدة شهرين و لكن شعوري و انا متعبة نفسية و جسديا ولا أرى الشارع و اجلس في حالة المستشفى كانت صعبة لي للغاية .
ركبت التاكسي مع جميلة التي اتفقت معي أن تكون معي في بيتي عدة أيام إلى أن تتحسن حالتي و اعود للمشي من جديد .
دخلت بيتي . كنت اشتاق له بشدة . اشتاق لغرفتي و مطبخي و غرفة المعيشة و شُرفتي و كل شيء . كل شيء اشتقت له . مازال رائحة البيت كما هي . كان البيت منظم و نظيف كما تركته تماما . كان هناك طعام كثير يملء السفرة .
قالت لي جميلة و هي تساعدني على الجلوس على الأريكة : اعددت لكي كل الطعام الذي تحبينه . هيا لنأكل معا .
صراحةً كنت سعيدة للغاية . كنت اشتاق لطعام جميلة . لم يكن طعام المستشفى بالدرجة الكافية لتُفرحني و تُسعدني مثل طعام جميلة .
اكلنا معا و كان كالعادة مذاقه لذيذ ، كانت جميلة تحكي لي عن كل الذي فاتني من أحداث منذ أن دخلت الغيبوبة إلى أن استيقظت . حكت لي عن كلبتها الجديدة التي احضرتها للمنزل و لكنها لم تعتني بها بما يكفي فاعطتها الي صديقتها . و حكت لي عن حزنها منذ فترة على وزنها الزائد الذي اجتهدت في أن تعود إلى طبيعة جسدها مجددا . حكت لي كل شيء . و لم اتعب مطلقا من كلامها بل كنت سعيدة للغاية لأنني اشتقت لحديثها و حكاياتها التي لم و لن امل منها مطلقا . 
بعد الطعام . ساعدتني جميلة في تغيير ملابسي ثم دخلت إلى غرفتي لأنام
كنت اشتاق للغاية إلى سريري . في الماضي لم اكن اهتم به أو اهتم لأمره . و لكن بعد ذهابي إلى المستشفى و بعد أن كنت بعيدة عنه مدة لا بأس بها أدركت أمرا .. أن ابسط الامور لن نعلم قدرها إلا أن تذهب منا أو أن تبتعد عنا .
ثم استلقيت و ذهبت إلى النوم سريعا لأنني كنت متعبة للغاية . و كانت جميلة نائمة بجانبي لذلك كنت مطمئنة .
.

.

.
.
مرحباااا 💕
آسفة لأنني منزلتش اي اجزاء جديدة الفترة اللى فاتت دي .  بس انا حقيقي آسفة لانه كان في ظروف خلتني معرفش انزل الأجزاء و اكتب الاجزاء الباقية .
بعتذر تاني و بشدة و إن شاء الله في المستقبل مش هغيب الفترة دي تاني 🌸
شكرا لكم جميعا على دعمكم لي ❤️

THE MAGICAL NOVEL | الرِوَاية السِحْرِيّة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن