~البارت التاسع عشر~

360 34 1
                                    

استيقظت ثاني يوم صباحا . كنت أشعر بشعور جيد لأنني في بيتي الحبيب مجددا و استيقظ فيه مجددا .
كانت جميلة لا تزال نائمة . لم اُرِد أن اجعلها تستيقظ و اتعبها فقد تعبت كثيرا منذ أن افقت من الغيبوبة .
أمسكت عكزاي و نهضت من على السرير و ذهبت لاقف في الشرفة . كانت السلعة مبكرة للغاية و كان صوت العصافير جميل للغاية . كنت سعيدة للغاية برؤية كل تلك التفاصيل التي لم اهتم بها مسبقا .
تذكرت فجأة عندما كنت أستيقظ في ذاك العالم . عندما كنت أستيقظ و اذهب إلى المكتبة و أرى چون و روزان . اشتقت لهم كثيرا . من كان يعلم أنني سأحب شخصيات لا وجود لها في الواقع و أن احبها أكثر من الشخصيات الواقعية .
قطع تفكيري صوت رنين هاتفي . كان مديري في السفارة هو المتصل . ترددت قليلا قبل أن أرد عليه و لكنني في نهاية الأمر اجبت عليه
' مرحبا ؟'
' مرحبا يا مريم كيف حالك . اتمنى أن تكوني بخير . حمدا لله على سلامتك '
' شكرا يا سيدي . انا بخير الحمدلله '
' انا سعيد انك بخير . الجميع هنا يسأل عليكي منذ أن دخلتي الغيبوبة و كلنا منتظرين عودتك بفارغ الصبر '
صمتتُ قليلا .. كنت افكر هل فعلا سيأتي اليوم الذي اعود فيه إلى هذا العمل الذي ينهكني نفسيا ؟
' مرحبا ؟ مريم هل انتي معي '
' نـ نعم يا سيدي اسمعك '
' على العموم لن اُطيل عليكي لابد و انكِ متعبة و تريدين أن ترتاحي قليلا . حمدا لله على سلامتك مجددا و اذا احتاجتي إلى أي شيء انا دائما موجود '
' شكرا لك يا سيدي لا اعرف كيف اشكرك '
' لا داعي للشكر فأنتي لستِ مجرد موظفة لديّ . هيا على الذهاب الان . الى اللقاء يا مريم '
' الى اللقاء يا سيدي . شكرا لك مجددا '
ثم أغلقت الهاتف و جلست لأنني تعبت من الوقوف على قدم واحدة فقط بعكزاي .
ثم استيقظت جميلة و قالت لي : صباح الخير يا مريم كيف حالك الان ؟
قلت لها :  بخير .
قالت لي : اتشعرين بتحسن ؟
اومأت لها بنعم
قالت لي : هل أنتِ متأكدة ؟ منذ أن استيقظي من الغيبوبة و انتيِ في لستِ على ما يرام
قلت لها : لا انا بخير .
قالت لي : حسنا . و لكنك تعرفين إذا كان هناك أمر ساعرفه حتما .
اومأت برأسي بنعم و ابتسمت لها
قالت لي : سمعت هاتفك يرن .من كان المتصل ؟
قلت لها : أنه مديري في السفارة . كان يطمئن علي و ينتظر عودتي .
قالت لي : إن كنتي تشتاقين للعمل و تريدين العودة إليه يمكنني أن اجلب لك بعض الأعمال التي يمكنك العمل بها في المنزل
قلت لها في حزم : لا !
قالت لي باستغراب : لا ؟ انا أقدر انك متعبة و لكنني اقترحت هذا ظنا مني إنك تريدين العودة إلى عملك كما في الماضي
قلت لها في صوت منخفض : لا اريد العودة إلى العمل
قالت لي و هل تجلس بجانبي : حاليا ؟
قلت لها : ابدا !
قالت لي في استغراب أكثر : ابدا ؟ لم َ ؟
قلت لها : لا اريد ان أعمل بعد اليوم في السفارة . لقد تعبت للغاية من العمل الروتيني المعتاد
قالت لي : لكن لمَ ؟ فعملك هذا عمل جيد بل أكثر من جيد . و ايضا تأخذين منه مرتب شهري جيد .
قلت لها : لا . العمل الجيد و السمعة الجيدة و المرتب الشهري الجيد ليس كافيا اطلاقا . لا اريد ان أعمل بعد الآن فيه
قالت لي في هدوء : لن اضغط عليكي أكثر مع انني لا اعرف السبب الرئيسي بعد . ولكن امامك متسع من الوقت لتفكري ثانية في قرارك هذا . ربما يكون هذا مجرد فكرة خطرت ببالك و ليس قرار . و ايا كان قرارك سأكون معك لدعمك . على كل . سأذهب لاحضر الافطار
لم تكن فكرة الاستقالة مجرد فكرة . كان قرار حاسم . لن اعود مجددا إلى هذا العمل حتى و إن بقيت بلا عمل.

THE MAGICAL NOVEL | الرِوَاية السِحْرِيّة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن