البارت التاسع

959 58 0
                                    

استيقظت .. وجدتُ نفسي في أعماق البحر و مع ذلك استطيع التنفس . فتيقنتُ أنني تحولت إلى حورية بحر . و هذا خير دليل على انني دخلت إلى عالم الرواية ولا استطيع الخروج منه .
صراحةً .. لم أتوقع أن تكون حورية البحر بهذا الجمال . فقد كانت ذات شعر وردي و عينين زرقاوتين و زعنفة باللون الازرق و البنفسجي . في الواقع كانت جميلة للغاية
وجدت حورية بحر أخرى قادمة اليّ و تقول :
انستازيا .. هل عدتِ ؟ اعلمي أنني لستُ موافقة على اختيارك هذا .. هل ستتمكنين من العيش في حياتين مختلفتين طوال عمرك ؟
شعرتُ أن حورية البحر تلك هي لورا .. و لورا هي شقيقة انستازيا الصغرى التي دايما تأخذ رأيها في الكثير من الأمور و تأخذ بنصيحتها دائما .
قلتُ لـلورا : اعلم أن هذا القرار بالنسبة لكِ صعب . لكن بالنسبة لي هذا الحل المثالي للعيش بهدوء .. و يمكنني العيش كما اريد في البر أو البحر
                          - عودة إلى الماضي -
                    - وقت الإتفاق على اختياري -
لطالما اردتُ أن أعيش حياة أخرى .. حياة ثانية غير حياة البحر ، لا يعني هذا أنني لا أحب كوني حورية بحر بالعكس احب البحر للغاية و أحب كوني حورية بحر و لكنني أحب التغيير و لطالما أردتُ حياة أخرى اعيشها .
حياة البشر لطالما نالت فضولي و اعجابي . كنت فضولية للغاية لمعرفة ماذا يحدث هناك ؟ و لكنني كنت اعرف انني لا يمكن أن أذهب للبر خوفا من البشر على ردة فعلهم مني .
ذهبت لإحدى صديقاتي لمساعدتي . و قلت لها على رغبتي الشديدة في عيش حياة أخرى و خصوصا حياة البشر
قالت لي : حسنا يمكنني مساعدتك خالتي يمكنها حل ذلك لا تقلقي
تسائلت في دهشة : حقا ! كيف ؟
قالت لي : سترين .. قابليني غدا في هذا المكان بعد منتصف الليل
قلت لها : منتصف الليل ؟ أليس متأخر للغاية ؟
قالت لي : اسمعي كلامي جيدا .. و قابليني غدا في المعاد الذي حددته
.
عدت إلى البيت و دخلت غرفتي زي اي وقت .. دخلت لورا غرفتي و قالت : ماذا بكِ ؟
قلت لها : لا شيء انا بخير
قالت لي : لا أنتِ لستِ بخير .. انتي متفاجئة من شئ ما
قلت لها : لورا صدقيني انا بخير .. الان اذهبي لانام
قالت لي و هي تتجه إلى باب الغرفة : حسنا سأترككِ و شأنِك .. و لكنني سأعرف ما بك عاجلا ام اجلا
و تركتني و ذهبَت
لم استطع النوم حينها .. كنت افكر في كلام صديقتي .. هل حقا يمكنني أن أعيش حياة أخرى ؟ هل يمكنني أن أعيش مع البشر ؟ و لكن كيف .. الن يخافوا مني ؟ و كيف ستكون ردة فعلهم ؟
ظللتُ افكر و افكر في مئات و آلاف الأسئلة .. و لم اجد اي إجابة لاي سؤال ..
جاء اليوم التالي .. انتظرت حتى منتصف الليل و انتظرت نوم الجميع حتى اذهب الى خالة صديقتي .
نام الجميع . تحركت بهدوء إلى باب المنزل و خرجت . كنتُ متوترة للغاية .. لم اخرج مطلقا من البيت في هذا الوقت . بمفردي أو مع أحد والداي . و لكن الأمر يستحق كل هذا التعب . لطالما سمعت معلماتي و الأشخاص الاكبر مني سنا يتحدثون عن البشر و عن آخر ما اخترعوه و ما توصلوا له .. كل مرة يزداد حبي و تعلقي أكثر بالبشر حتى تمنيت أن أكون منهم و اتعامل معهم يوما ما .
قابلت صديقتي عند المكان الذي حددتَه .. ثم اخذتني عند خالتها في مكان ابعد من منزلها بقليل
رحبت بي خالتها بكل لطف ثم قالت لي أن أجلس و احكي لها ما اريد .
حكيت لها كل شيء .. عن حبي للبشر منذ الصغر و تعلقي بهم .. و سمعَت كلامي للآخر حتى انتهيت .
قالت لي : حسنا .. اتريدين أن تكوني جزءا منهم ؟
قلت لها في تردد : نـ نعم .. اريد .
قالت : حسنا لا اعلم إن كنتي ستوافقين على هذا القرار ام لا .. لكنني عندي حل
قلت لها في حماس : ما هو ؟
قالت : أن تصبحي فتاة بشرية .. و لكن لوقت مؤقت
عقدتُ حاجباي في دهشة .. كيف لي ان اكون بشرية ؟ لم اسمع بهذا الحديث غير في الروايات فقط
قلت لها : ماذا ؟.. كيف ؟
قالت لي : ستكونين بشرية كل يوم من بعد شروق الشمس إلى منتصف الليل .. من بعد منتصف الليل ستعودين حورية بحر كما كنتِ
من الصدمة و المفاجأة .. لم اعرف بماذا ارد .. و ماذا اقول ؟ أتت في رأسي الكثير من الأسئلة و لكنني لم استطع الكلام ..
قالت لي : انستازيا .. انستازيا هل انتي هنا ؟
قلت لها : مـ ماذا ؟ نعم نعم انا هنا انا اسمعك
و اردفتُ : حسنا إن وافقت على هذا .. ماذا سيكون المقابل ؟
قالت لي : بلا مقابل .. لانه سيكون مؤقتا .
قلت لها : ماذا ! كيف ؟
قالت لي : كما قلت .. ستتحولين الى بشرية بعد شروق الشمس إلى منتصف الليل فقط .. و هذا ليس للابد . فهذا سيكون ايام معدودة فقط . و ايضا لن تتحولين الى بشرية جديدة مثلا و تبدأي حياتك من جديد . بل ستحتحوذين على جسد و حياة إحدى الفتيات
قلت لها : و هل سيؤثر ذلك عليها ؟
قالت : لا فعندما تتحولين ستكون نائمة .. فهى تنام من منتصف الليل إلى شروق الشمس
قلت لها : حسنا .. كم سأستمر في هذا التحول ؟
قالت : لا اعرف لكن .. اعتقد 6 اشهر فقط لا غير .. حسنا هل توافقين ؟
قلت لها بتسرع اسرع من سرعة الضوء و بدون اي ذرة تفكير : نعم ! سأتحول !

THE MAGICAL NOVEL | الرِوَاية السِحْرِيّة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن