~البارت التاسع و العشرون~

232 27 1
                                    

بعد مرور أسبوعان من التمرين و نادي القراءة و التجهيز للمكتبة .. اصبحت المكتبة اخيرا و بعد طول انتظار جاهزة !

عادت جميلة من السفر و انصدمت من كوني أصبحت قادرة على التعامل مع الناس و أن لدي العديد من المعارف والأصدقاء الآن و لم اعد انطوائية بعد الان .
و كما وعدوني اصدقائي في نادي القراءة ، انضموا حقا لمكتبتي و طبعت أعمالهم و بعتها لديّ ، لكن لم يكن في أول أربعة أيام اي اشخاص مروا على المكتبة .
كنت أُحبطتُ قليلا .. اعتقدت أن بعد كل هذا التعب و المجهود المبذول انني فشلت و ورطتُ الجميع معي و مع حُلمي الذي لم يكن منطقي للكثير من الأشخاص .

بعد ستة أيام من افتتاح المكتبة .. دخلت إلى المكتبة و ظلت تتفقدها بأعينها تفحص دقيق ، رحبت بها و عرضت عليها اعمال اصدقائي .. نظرت لي نظرة استغراب و قالت : أليست تلك مكتبة لبيع الكتب المشهورة ؟ أيّ الكتب التي تحت رعاية دار نشر ؟
هززت رأسي بالنفي و قلت : تلك اعمال أشخاص موهوبين للغاية و لم تُتِح لهم الفرصة لينشروها .. كما تعلمين ليس سهلا أن يقرأه أحد بدون رعاية دار نشر و ايـ...
قاطعتني لتقول لي في نبرة حادة : هل تعتقدين أن مشروعك هذا سينجح ؟ هذا افشل شيء سمعته و رأيته في حياتي ! فكرة مبتذلة للغاية و غير مبتكرة و ساذجة . لا اعرف ماذا ستجنين من خداع هؤلاء الشباب الماهرين . أنصحك أن توقفي هذه المهزلة فورا . عجبا لتلك الأيام .. اي احد بلا خبرة و بلا أي شيء و مخادع يقوم بافتتاح مكتبة و ايضا خداع أشخاص ابرياء . انا راحلة و لعلمك لن يشتري أحد اي شيء من مكتبتك تلك .. ولن يشارك معك اي حد بعد الآن .

ثم خرجت و قامت بإغلاق الباب بقوة . لا اعرف لما لم اقدر أن أرد عليها و أوقفها عن إهانتي هكذا . لا اعرف لماذا هانتني من الأساس انا لم افعل لها اي شيء ولم اخدع اصدقائي حتى .. كلامها جعلني ابكي و بقوة .. جعلني ابكي بشدة .. كنت محبطة للغاية . 

أغلقت المكتبة و عدت إلى منزلي . في طريق عودتي إلى البيت قابلت طارق .. لم اعرف ما الذي جاء به إلى بيتي و كيف عَرِف مكانه . هل هي صدفة ام هو آتى إليّ ؟
بعد أن رآني توجه إليّ .. ولكن بعد أن رآني ابكي تعابير وجهة اختلفت كليا .
ركض إليّ و قال في قلق : مريم ! مابكِ ؟ لماذا تبكين هل حدث شيء ؟
كنت ابكي فقط لم اتكلم بحرف واحد .  شعرت و كأنني  طفلة ضربتني زميلتي في المدرسة . لم ابكي حقا منذ أن ذهبت الى الدكتورة ليلى . و لم ابكي بتلك الطريقة منذ أن كنت طفلة .

كرر طارق سؤاله كثيرا و كان يحاول مساعدتي بكل ما يملك من طرق . حتى هدأتُ قليلا و قلت له و انا التقت انفاسي : انا بخير .. انت بخير .
قال طارق و مازال قَلِق : لا انتي لستِ بخير ما بك ؟! هل ضايقكِ شخص ما ؟
نظرت له و بدأت في البكاء مجددا . وجدته يمسك يدي و يسحبني خلفه و هو يقول : تعالي نجلس في مكان ما و نتكلم في هدوء .

جلسنا بعد أن هدأت قليلا و استقريت . سألني عن سبب بكائي ثانيةً . تلك المرة لم ابدا في البكاء مجددا بل شرحت له كل شيء .

بعد أن استمع لي باهتمام و انصات قال لي : يبدو أن تلك السيدة كانت مهمتها ان تحبطك و تفقد الثقة في نفسك . و أرى أنها قد نجحت و بجدارة !
نظرت له بحزن و قلت له : و لكن لماذا تفعل هذا ؟
قال لي : لا أعتقد أن الأمر وراءه شخص يحاول أن يأذي مشاعرك أو يقصد أن يغلق لكِ المكتبة ؛ لأنني اظن انك ليس لديك أعداء . صحيح ؟
اومأت له برأسي ثم أكمل : الأمر كله هو أنها سيدة لديها وقت فراغ كبير و أرادت أن تضيعه في إيذاء الناس فقط لا غير . و أرادت أن تهز ثقتك بنفسك . لا تسمحي لها بفعل هذا ابدا و لا لأي شخص .. حسنا ؟
اومأت له برأسي و ابتسمت له ثم قال : انتي شخصية عبقرية يا مريم و فكرتك تلك مبتكرة للغاية .. رجاءا لا تغلقي المكتبة و اتركيها .. هذا هو حلمك الذي حلمتي به و تركتي السفارة من اجله أليس كذلك ؟
نظرت له و قلت : كيف عرفت انني كنت سأغلق المكتبة ؟
قال لي : من طريقة حديثك استنتجت انك محبطة كثيرا لدرجة تجعلك تنعزلين عن العالم أو أن تغلقي ما سبب ذلك الإحباط لك .
اومأت له .. كيف يمكن أن يحلل كلامي و تصرفاتي هكذا ؟ حقا لقد كنت سأغلق المكتبة و لكن بعد أن قابلته و تحدثت معه هدأت كثيرا و استقر تفكيري . تذكرت مقوله لا تأخذ قرارا وانت غاضب و لا توعد أحد بشيء و انت سعيد .

بينما نحن نتحدث وجدت يد توضع على كتفي
' مريم .. ماذا تفعلين هنا ؟ و مَن هذا ؟
نظرت للشخص وجدتها جميلة .. وقفت و قلت لها : مرحبا جميلة هذا طارق معي في نادي القراءة
ثم نظرت إلي طارق و قلت له : تلك جميلة صديقتي المقربة التي اخبرتك عنها .
سلما على بعضهم ثم جلست جميلة معنا على الطاولة .
ظللنا نتحدث و نتحدث و من ثم غادرت انا و جميلة معا الى بيتي .

في طريق العودة سألتني جميلة عن طارق آلاف المرات و عن سبب انتي جلست معه في المقهى .. و أنها لاحظت أن عيني بها خطب ما ، لم اريد ان اقلقها عليّ في البداية و لم احكي لها ما حصل .. و لكن في نهاية المطاف حكيت لها كل شيء .

THE MAGICAL NOVEL | الرِوَاية السِحْرِيّة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن