~البارت الثامن و العشرون ~

246 36 1
                                    

اليوم من المحتمل أن تكون اخر جلسة في مع الدكتورة ليلى . حقا لولاها لما تحسنت و اصبحت افضل . الفضل الرئيسي يعود إلى جميلة التي اهتمت لامري و اخذتني لديها .
ذهبت اليوم من دون جميلة لانها مازالت مُسافرة . حقا لم اعلم أن وجود جميلة فارق للغاية في حياتي هكذا ، كالطفلة التي تذهب لأول مرة في حياتها إلى المدرسة بدون والدتها .
دخلت إلى الطبيبة و استقبلتني كالعادة بابتسامة كبيرة . حكيت لها عن ما حدث طوال الأسبوع . عن التمرين و عن النادي . و عن نظرة الفخر في اعينها عندما قلت لها أنني أصبحت اتمرن ملاكمة مع جميلة . حتى انتهيت و قالت إنها فخورة بي للغاية و عن ما حدث هذا الأسبوع .

بدأت حديثها و قالت : حسنا .. اليوم ستكون اخر جلسة لك في علاجك . اعتقد انك أصبحتي بخير تماما الان . الان فقط سأعطيك نصائح حتى تنفعك مستقبلاً في حياتك .
اولا . اعتقد انك اصبحت شخصا اجتماعيا الآن.  حتى و إن لم تكوني بعد .. فخطوة أن تندمجي مع الآخرين و التحدث معهم و مشاركتهم في كل شيء هذا في حد ذاته شيء كبير و مهم للغاية . انا فخورة بك للغاية . فعلى حسب كلام جميلة كنتي انطوائية للغاية و لم تتحدثي مع أي حد و لم تتعاملي مع اي حد عدى جميلة .

ثانيا . انتي شخصية رائعة للغاية يا مريم و ذكية جدا و أفكارك كلها مبتكرة و مميزة . لا تستسلمي ابدا و كوني دائما مبدعة و مُفكرة جيدة .

ثالثا و اخيرا . اتمنى لك أن تكوني سعيدة دائما و أن تكوّني أسرة رائعة مثلما تمنيتي و أن تنجح مكتبتك و أن تكوني ناجحة و سعيدة دائما .

ابتسمت لها على كلامها الرائع لي . ثم قلت لها : اشكرك للغاية يا دكتورة .. لولاكي لما كنت بخير و لم أكن اتعالج من اكتئابي .
قالت لي : انا لم اعالجك . بل روايتك هي من فعلت و انا فقط وجهتك إلى ماذا تفعلين حتى تتحول حياتك الى مثلما كانت الرواية .

ابتسمت ثانية عندما تذكرت كيف حقا تحولت حياتي الى ما كانت في الرواية . اصبح لديّ اصدقاء مثل چون و روزان . اصبح لدي عملي الخاص كالمكتبة . تحررت من عمل لم يكن يريحني مثل ما طُردت في الرواية من عملي . حقا أصبح كل شيء كما تمنيت .

انتهت الجلسة . كانت اقصر جلسة حضرتها منذ أن بدأت في الذهاب الى الدكتورة . توجهت إلى الباب بعد أن سلمت عليها ، فتحت الباب و لكن قبل أن أخرج قلت لها : شكرا .. شكرا جزيلا على جعل حياتي افضل .
ابتسمت لي و اومأت .. ثم خرجت من العيادة و توجهت إلى مكان المكتبة حتى اقوم بتأجيره و البدأ في التجهيزات .

ذهبت إلى المكان . كانت مساحته جيدة ليس واسع ولا ضيق . يناسب مكتبة تماما .
قابلت المؤجر و اتفقت معه على الايجار و كل الأشياء الأخرى و قمت بمضي العقد و اصبح المكان ملكي .
استغليت نشاطي و عدم كسلي و اتفقت مسبقا مع العُمال حتى يأتوا و يجهزوا المكتبة جيدا من حيث الوان الحائط و الأرضيات .. و عندما ينتهي سأحضر الارفف التي جهزتها مسبقا .
كنت سعيدة للغاية و انا اقترب يوما بعد يوم من حلمي و مشروعي . شعور أن مكتبتي التي كانت فقط في خيالي ستصبح حقيقة شعور رائع للغاية . و أن تجهز كل شيء بنفسك و التعب على مشروعك و حلمك أكثر روعة .
.

THE MAGICAL NOVEL | الرِوَاية السِحْرِيّة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن