الفصل الثالث

11.7K 315 6
                                    

الفصل الثالث

" بدون مراوغة .... ماذا تريدين ؟! "

لم تجب ! .. ظلت تحدق بملامحه الوسيمة القوية .. ترى لمحة إعجاب ساخر فى عينيه لم يخفها ... إعجاب بأنوثتها .. فقط ! .
شعور الإهانة يتسلل إليها من نظراته فتداريه بجمود غلف قلبها قبل محياها .
يستعيد ذهنها ملامح وجه حمزة بنظراته الحادة فى عينيه المشتعلتين .. دائما إما غاضبة .. إما مغتاظة ! .
تفتقد بعينيه هذا الإعجاب بكونها أنثى جميلة ...
هل تشعر بالشفقة على نفسها ؟! .. هل هو شعور النقص بهذا الإحساس تحديدا ؟! ... هل تفتقد أن يشعرها أحدهم بهذا الإعجاب ؟!.
تقبضت يدها حين أمال رأسه يعيد سؤاله بلهجة باردة متطلعا إليها بنظرة شملتها كلها :

" أنا انتظر إجابة .. ماذا تريدين ؟ "

أنزلت ساقها عن الأخرى تبتلع ريقها بتوتر .. تشتد وتيرة أنفاسها فترفع ذقنها بتحد لوجه حمزة الذى يراود خيالها
مالت للأمام قليلا واضعة يدها المتقبضة على الطاولة ونظراتها تشع قسوة وتصميم وهى تقول :

" لدى حلم ... أود تحقيقه "

تضيق عينا أكمل إستغرابا ويرجع بظهره مستندا لكرسيه بإسترخاء ليسألها بهدوء :

" وما علاقتى أنا بتحقيق حلمك ؟! "

يطرق التردد أبواب قلبها فتحاول إقصاءه بعيدا عن حلم قديم .. متمرد.
تتذكر فستانا طفوليا أحمر تختال به فى الثانية عشرة من عمرها أمام المرآة وترفع ذقنها بإباء متخيلة سماع تصفيق المشاهدين...
تتضاحك شمس عليها وتنعتها ' بالتافهة ' وهى تسخر منها وتصمم على تحقيق حلمها .
حلم أرادت به الخروج للأضواء .. معايشة التألق .. الشعور بالاحترام فى عيون مَن حولها ...
ذلك الإحترام الذى لم تره يوما فى عيون أحد والكل يعتبرها الصغيرة التافهة.
مالت أكثر مستندة بذراعيها على الطاولة وكأنها تتخذها دعما وهى تقول بعزم :

" أريد أن أصبح أهم عارضة أزياء فى البلد "

استرخى أكمل على كرسيه أكثر يطلق نفسا حارا رافعا حاجبا واحدا وإبتسامة تسلية تظهر على شفتيه .
أدرك معرفتها بـ .. مؤهلاتها ! .. والحق يقال أنها - مؤهلة - جدا ! .
فيقول بنبرة تعكس نظراته اللامعة .. الخطرة :

" هل تعرفين كم فتاة تأتى إلىّ يوميا بنفس الـ ..... حلم ؟! "

احتدت عيناها وقلبها تعلو نبضاته ترقبا فترد بكلماتها المغترة :

" ولكننى مختلفة "

يميل رأس أكمل عاقدا حاجبيه وإبتسامة التسلية تتسع فتمرعيناه عليها وتثبت على شفتيها فيبتلع ريقه متذكرا مجددا – مذاق الفراولة - !
ثم يسألها بخفوت :

" مَن قال هذا ؟! "

عادت تستند بظهرها للكرسى وتضع ساقها فوق الأخرى مجددا
فترفع ذقنها بتعمد قائلة بثقة تجعل عينيها تلمع :

عِشقكَِ عاصمةُ ضباب(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن