الفصل الثامن عشر

10.5K 298 23
                                    

الفصل الثامن عشر

تململت في نومها فأبعدت شعرها الثائر عن وجهها وهى تزفر بنزق .. شيئا ما يقرصها بقوة حارقة في خدها .. ذقنها .. أذنها .. ليتجرأ بعدها وهو يقرصها في .. شهقت قمر وأفكارها الناعسة تطير وهى تفتح عينيها السوداء تطالع وجه حمزة الغامض بجموده مستندا بمرفقه جوارها مشرفا عليها .
ظلت تنظر إلي ملامحه الجادة قليلا تحاول استيعاب وجوده جوارها قبل أن تقول بصوتها النائم المبحوح :

" هل هناك شخص يوقظ شخص هكذا ؟! .. وجهي كله يؤلمني "

تفرد عضلات جسدها مصدرة تأوها خافتا وهى تتثاءب قائلة بنفس النبرة المثيرة :

" آآه .. ليس وجهي فقط ... جسدي كله يؤلمني .. لقد كدت تكسر عظامي "

يزفر حمزة بخشونة متذكرا ليلة أمس فينغزه جسده مطالبا بها مجددا ..
تستجيب بقوة .. لأنها تحب السيطرة مثله .. فتحول الوقت لجنون مستبد متبادل تخسر بقوته وشغفه .. ويخسر بعنفوانها وجنون أنوثتها ..
لقد حذرها بالأمس ألا تلومه وهو غاضب ..
غضبه منها كان يحركه كثيرا بعنف حتى كاد بالفعل كسر عظامها وخشونته تتزايد كلما تذكر كلماتها ..
لم تكن الليلة كما توقع تماما بنعومة سحرها وشغف إشتياقه .. لكن أيضا كان لها سحرها الخاص بمتعة جامحة مختلفة .
أصابع يده تتلاعب بخصلاتها الحمراء على الوسادة تفك تشابك أي عقدة تجدها فترفع قمر يدها تمسك بخصلة هائشة تنظر لها بحسرة قائلة :

" يا خسارة كل ما فعلته بشعري في مركز التجميل .. بعثرته تماما .. جعلته كله يتشابك "

وجهها يتورد وهى تنظر لعينيه ثم تخفض نظرتها سريعا مبتسمة
اشتدت أصابع حمزة على الخصلة التي يفكها فيشدها بقوة لتتأوه قمر مجفلة فيرتاح قليلا وهو يقول بهدوء بارد :

" الشعر الناعم يغريني للنظر ... لكن الشعر المتشابك يغريني للّمس "

رفعت عينيها لوجهه فتلمس وجنته براحتها قائلة بنعومة :

" لم أر أحدا في حياتي يحب الشعر المتشابك "

ليس هذا فقط .. بل حمزة هو نقيض أشياء كثيرة لم ترها من قبل .. وربما لأنها لم تر من الأساس أحدا ..
تتذكر يوم قال لها أنه لن يفتح لها باب سيارته ليتركها تفتحه هى لأنه يعتبره ملكها..
لكن دائما حمزة يمثل لها الرجل الشرقي كما هو فى الواقع .. لا يتفاهم .. فقط يتعصب ..
هو الواقع تماما بعيدا عن خيال أي رواية من الروايات التي قرأت القليل جدا منها قبل أن تكتشف أن قراءة الروايات الرومانسية الخيالية ليست إحدى هواياتها ..
تلح عليها ذاكرتها لتنغزها بما فعله معها يوم خطبتهما .. ربما نعم .. أحيانا يكون رومانسيا !!.
لم يرد حمزة وملامحه تزداد صلابة تزيد وسامته فتبتسم قمر وهى تحدق بجمال عينيه ثم تمد يدها تلمس خصلات شعره المبللة متسائلة بنعومة :

" متى استيقظت ؟ "

لحظات طويلة لم يرد عليها حتى تلاشت ابتسامتها بنظرات عينيه الداكنة وابتعدت يدها عن شعره فيقول أخيرا بفتور :

عِشقكَِ عاصمةُ ضباب(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن