الفصل الثامن

10.1K 276 19
                                    

الفصل الثامن

" دارين ابنتك ...... يأخذها ابني رائد "

اتسعت عينا كامل وظل غير مستوعبا لدقيقة كاملة ثم نهض بحدة هاتفا :

" لا .... إلا دارين "

تقبضت يده بشدة على سطح المكتب مع كلماته الحازمة :

" أنا سأرد مالك زهران بك وإن اضطررت للتضحية بعملي والبدء من الصفر .. لكن أبدا لن أقحم أولادي فى الأمر "

انقبضت كل خلية من جسد رائد وهو يدرك مصعوقا مغزى كلام والده معه فى المرة السابقة ..
ظل جامدا محدقا فى والده بعينين مظلمتين شاعرا ببرودة الجليد تخدش قلبه ..
الزواج ... يريد أن يزوجه غيرها .. يريد أن يقحم امرأة فى حياته مكانها ..
أن تأخذ أخرى مكان ليلى .. أبداً .. أبداً لن يحدث
رمقه والده بنظرة أخرى تحمل بريق انتصار وهو ينهض ثم ينظر لكامل فيقول بهدوء :

" اهدأ كامل بك ... أنا لا أقصد ما فهمته صدقني ... فى كل الأحوال كنت سأتقدم لخطبة ابنتك دارين لرائد "

دارين !!!
لم ينتبه للاسم فى المرة الاولى .. ولكنه يتذكر .. دارين !!
تلك الطفلة التي دُعىّ لحفل عيد ميلادها وعاد قبل أن يرها
دارين ليست طفلة إذن ..
ولكن حتى إن كانت أجمل الفتيات فلن تأخذ فى حياته شبراً .. ولا فى قلبه قيد أنملة ..
وكيف تأخذ أى شئ .. وليلى أخذت كل شئ ؟!
وكيف سيراها أجمل الفتيات .. وبعينيه ستظل ليلى سيدة النساء ؟!
صمت زهران لحظات ليستوعب كامل ورائد كلامه وتابع :

" منذ رأيتها للمرة الأولى فى حفل عيد ميلادها وقد أيقنت أني وجدت ما أبحث عنه لرائد ... ثم أخبرت رائد عنها وهو بنفسه يريدها واسأله إن أردت "

نظر زهران لرائد يتحداه أن يكذبه فيبادله رائد النظر بصمت متجهم .. أما كامل فقد عقد حاجبيه بشدة وهو ينقل نظره بينهما ويحاول دراسة الأمر ..
حتى أكمل زهران كلامه بنفس الهدوء :

" صدقني الأمر ليس إبتزازا من أي نوع ... أنت لك كل الحق لترفض أو تقبل "

ابتعد كامل عن المكتب خطوة بدون نطق كلمة ولا زال ينقل نظراته بين زهران الواثق وبين رائد الجامد المحدق بوالده ..
لم يفته تجهم وجه رائد خاصة وهو لم يقل كلمة واحدة والموضوع يخصه هو بشكل شخصي مما أثار إستغرابه أكثر ..
فى حين تابع زهران كلامه بإصرار مَن يتحدى حزن ولده وهو يلتف حول المكتب فيقف قبالة كامل :

" وإن قبلتم فسيكون ذلك المال مهرها ... وهى تستحق أكثر ... جمالها وأدبها جعلني أدرك كم هى مميزة بحق "

رفع كامل عينيه إليه حين ذكر دارين فواصل زهران كلماته التي أصبحت كنغمات مرعبة على أوتار الأعصاب المشدودة :

" بل ربما أتوقع منك رفضا مبدئيا .... أنت تعلم أن رائد أرمل وقد تسمع عن ظروف دخوله السجن وهذا قضاء وقدر ... وقد تقول لمَ تتزوج ابنتك من رجل سبق له الزواج وأنك تفضل رجلا تكون دارين أول نصيبه كما يقال فى المجتمع .... لكن أريدك أن تفكر قليلا وتسأل دارين أيضا "

عِشقكَِ عاصمةُ ضباب(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن