الفصل الثالث عشر

10.5K 281 33
                                    

الفصل الثالث عشر

اتسعت عينا شمس شاعرة بمطرقة تهوي على رأسها تسحقها .. مطرقة كانت تمسكها يد .. قمر.
للحظة ارتعد جسدها وهى تنظر لعينيه الباردتين بوهجهما البارق المخيف قبل أن يصيبها شلل الصدمة..
وهج يجاريها للنهاية فقال اسمه رغم ثقته أنها تعرفه
توقفت أنفاسها مصدومة .. مطعونة .. فتراخت يدها في يده الصلبة العنيفة وهمست بذهول رهيب :

" أنت .. أنت أكـمـل الفايد ؟! "

شراسة عينيه تحولت لسخرية قاسية فبدت نظرته جامدة مخيفة وهو يضغط على يدها بشدة قاصدا إيلامها ..
تألمت ملامحها قليلا بضغط يده ونبضها يرتج في صدغيها وهى تهمس بلا إستيعاب شاعرة بقرع الطبول في صدرها :

" ماذا تفعل هنا ؟! "

يده تراخت ببطء حتى ترك يدها فتمسدها شمس بيدها الأخرى ولا زالت حالة من الذهول تسيطر عليها ..
بينما صدر أكمل يكاد ينفجر بمضخة نبضاته العنيفة وهو يقول ساخرا يكمل مجاراتها :

" ألم يخبركِ والدكِ بهذا أيضا ؟! "

ببطء كانت تستوعب أنها تقف أمام ' أكمل الفايد ' ..
ببطء كانت تتذكر ما فعلته قمر بنفسها وبها .
ثم أخذ تفكيرها في الإشتعال كقلبها لا تصدق أنها تقف في موقف كهذا بسبب .. كذبة .
ولكن يبدو أن عقلها رفض الإستماع إلا لفكرة واحدة نطقتها بحسم :

" قمر لن تعمل معك ... لن أسمح لها بذلك .. انتهى كل شئ "

يبدو أن هذه الجملة متداولة ضمن خطتهما لتقولها هى وأختها بنفس الطريقة ..
لذلك أجابها بإستفزاز كما أجاب قمر وهو يضع يديه في جيبيه :

" لقد بدأ كل شئ ... مَن قال أني أتيت لقمر ؟! "

بضخامته يقف أمامها قريبا جدا نسبة لأول لقاء بينهما فينتبه أنها أقصر من أختها قليلا فقط ..
وبثقة مجنونة كانت عيناه تلمعان بنشوة السيطرة وهو يقول بتأكيد :

" أنا أريدكِ ... أنتِ "

انقبض قلب شمس وجسدها يرتجف رافضة إظهار دواخلها أمامه فتلتزم بقناع الثبات بثقة تُحسَد عليها ..
ولكنها عينيها .. عينيها المنحنتين حزنا زاد انحناؤهما للحظة قبل أن تشع قسوتهما بجذوة نار رآها أكمل واضحة ليتابع بنشوته :

" كما خططتما تماما .. ولكن سأدخل اللعبة بنفسي .. وستعرفان هذه المرة أنكما لعبتما مع الشخص الخطأ "

لعبة .. خططتما .. هناك كلمات ترن في عقلها تحذرها ألا تتجاهلها فتتمسك بها وهى تقول بإحتراق وجنون الموقف :

" أي لعبة ... ما هذا الهراء ؟ "

لمحة من عينىّ أكمل كانت تطمئن أن الحاج سليمان لا زال يتكلم بالهاتف خارجا بالبهو فيحذرها بنبرة ذات مغزى وقح :

" اخفضي صوتكِ .. والدكِ المحترم هذا لا يعرف بما تفعلانه وراء ظهره أليس كذلك ؟ "

ونجح في إثارتها فتشقق الثبات وإشتعالها نبض في ملامحها بعنف وهى تقول بخفوت مشتعل :

عِشقكَِ عاصمةُ ضباب(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن