الفصل التاسع عشر
لا تعرف كيف أمكنها التماسك حتى أجبرت قدميها على التحرك لتعود إلي غرفة نجمة العرض وتغلقها خلفها ؟ ..
تتحرك بعشوائية تحاول جمع أغراضها الخاصة بتشتت رهيب لتهرب من هنا قبل أن تحدث فضيحة ..
تلهث بعنف غير طبيعي ولم تدرك أنها تبكي وجسدها يرتجف بحركاتها الخرقاء وهى تتمسك بحقيبتها تنظر حولها بضياع لا تعرف ماذا تفعل ؟.
تحركت خطوة قبل أن تنظر لفستان الزفاف فتسقط حقيبتها وتمد يديها بإرتعاش تحاول فتح السحاب لكن ارتجافها تحول لإختضاض شاعرة أن الدنيا كلها تدور من حولها ..
نبضات مؤلمة في جانبها الأيمن تشعرها من حين لآخر لكن لم تكن بهذا الألم من قبل ..
مرة بعد مرة تفشل في فتح السحاب وبكاؤها يتزايد وهى تتذكر وجهه
يا إلهي .. لم تره بهذه الصورة من قبل ..
بدا شيطانا وملامحه تحاكي إجرام حقيقي وهو ينظر إليها يريد قتلها .
لتحين منها نظرة لوجه شمس فتصطدم بخيبة الأمل والصدمة بعينيها
حتى تلاقت أعينهما .. عيناه الزرقاء المتوهجة وصوته في تلك المكالمة بينهما بالأمس يرن في أذنيها لتدرك مخططه( مرحبا )
( أكمل !! .. لماذا تتصل بي ؟ )
( أذكركِ بموعد العرض ليس إلا )
( عرض ! .. أي عرض ؟!! )
( عرض الأزياء الذي سعيتِ لأجله وخدعتِ الجميع لتكونِ فيه .. العرض غدا .. ومنذ الصباح أريدكِ أن تكونِ هناك يا نجمة فستان الزفاف )
( لكن .... ألم ننهي كل هذا .. ألم تتزوج شمس لكي ينتهي كل هذا ؟! )
( لماذا أنتِ مرتعبة هكذا ؟! .. لم أعهدكِ جبانة بهذا الشكل قمر )
( جبانة ! .. أنت تريدني أن أذهب لعرض أزياء وزفافي كان منذ عدة أيام ؟! )
( ليس من شأني .. أنا معي عقد موقع منكِ وبه شرط جزائي لم يُدفَع وبالتالي عليكِ الحضور رغما عنكِ )
( أنت تزوجت شمس حتى لا ندفع الشرط الجزائي .. ماذا تريد مني الآن ؟ )
( أنتِ مخطئة .. شمس أغلى بكثير من أن أضعها في مقايضة لشرط جزائي أو أدخلها في أي لعبة حقيرة منكِ .. زواجي من شمس لا علاقة له بكِ منذ رأيتها .. وأنتِ عليكِ القدوم غدا وحضور العرض وإلا ستجدين نسخة من العقد على مكتب زوجكِ لربما دفع الشرط الجزائي بدلا من اللجوء للقضايا والفضيحة العلنية )لم يكن صوته .. كان صوت شيطان يكتب نهاية إنتقام .. وبداية فضيحة ..
لماذا فعل ذلك ؟ .. لماذا ؟
لم تدرك أن أصابعها توقفت بإنهاك والفستان يخنقها ضاغطا على جسدها والألم في جانبها يزداد ..
وبكاؤها يزداد معه وشئ من الحسرة والقهر يتسلل إليها ..
عليها أن تعترف أن ليس تهديده فقط ما أحضرها بل .. رغبتها هى في الحضور .
اتجهت للباب تنهت لتنادي المساعدة التي ألبستها إياه لتخلعه عنها فتعود لبيتها قبل أن يأتي إليها حمزة هنا ..
لكن ما إن فتحت الباب حتى وجدته أمامها .. وتوقف الوقت.
عيناه الشيطانية تعصف برياح متوحشة تسود ملامحه فتتراجع قمر بذعر والألم يتحول لطرقات مؤلمة عنيفة ..
غضب أسود تضج به جوانح رجولته المُهانة وحرقة الفؤاد تحوله لجمرة مشتعلة تتقاذف نيرانها من عينيه الحمراوتين وشرارات جسده الخطرة وصدره المتحرك بعنف .
لا تعرف كيف خرج صوتها حين تحركت قدماه تجاهها هامسة :
أنت تقرأ
عِشقكَِ عاصمةُ ضباب(مكتملة)
Romansaرواية بقلم المبدعة ساندي نور عشقكَِ .. عاصمةُ ضباب بفتح الكاف أو كسرها .. لا يهم العشق واحد والقلوب تختلف بداخل كل منا شيئا من ضباب شيئا لا ندرك كيف أتى ؟! .. ولكننا وجدنا أنفسنا هكذا المهم أن نفتح بصيرتنا لا أبصارنا .. لكى نرى ما نعجز عن رؤيته حقوق...