الفصل الرابع والثلاثون
" رائد هل أحببت شكلي عندما رأيتني ؟ "
" ليلى لماذا أشعر دائما أنكِ لا تصدقين أنكِ زوجتي التي أعشقها ؟! "
" متى عشقتني رائد ؟ "
" لماذا أنتِ مهتمة بالمواعيد هكذا وتسألينني دائما متى وكيف .. سأريحكِ وأجيبكِ حتى نغلق هذا الموضوع .. المرة الأولى التي جئتني في النادي شعرت أنكِ ملكي هكذا بلا أسباب .. وربما كنت ما زلت مأخوذا بسحر الدقائق التي رقصنا فيها في الحفل .. ويوما بعد يوم وجدتكِ تصبحين جزءا من يومي ومن حياتي ثم شعرت أن قلبي أصبح لكِ .. هكذا سار الأمر "
" هذا يعني أن لو أي فتاة أخرى جاءت وقالت لك أنا مَن رقصت معها كنت ستعشقها "
" ومَن تجرؤ على اختلاق هذا ؟! "
" الأضواء كانت خافتة وكانت ترتدي قناعا لا يظهر سوى فمها فكيف ... "
" مَن التي كانت يا مجنونة ؟! ... لن تجرؤ فتاة على فعلها وهى تعلم أنني لن اخطئ مَن رقصت معها ... لذلك لم يكن ممكنا أن أعشق غيركِ واريحي نفسك واغلقي الموضوع "
" ثم إنني لا يمكن أن اخطئ هاتين الشفتين "
" رائــد تو..قف .... انتظر "
" شششش ... رائـد ضااااع "ضاع مع الذكرى وهو ينظر للورود البيضاء الذابلة مثل روحه على قبرها .. لم يعد يتذكر عددها .. يتذكر فقط أنها تجاوزت الخمسين بقليل ..
منذ دخلت دارين حياته ما عاد يزورها كل شهر كعادته .. بل كلما شعر أنه ينجرف بمشاعره نحو موطنه الجديد .. ليعلم أن موطنه الجديد هو الموطن الوحيد الذي أراده يوما ..
ينظر لشاهد القبر حيث اسمها الراقد عليه فيسألها بعينيه السوداء بكل الألم
( لماذا فعلتِ بي ذلك ؟ )
أحبها .. أحب خجلها وهدوءها .. أحب ضعفها وقلة حيلتها .. درسها وحفظها في مدة قصيرة .. كيف لم يربط يوما بين ليلى ودارين .. أو بين ليلى وساحرة البرق ؟ ..
ليلى لم تكن تستطيع فعلها أبدا .. لم تكن تملك تلك الثقة .. كيف لم يفهم وحده ؟ ..
كلما فتح الأمر كانت تغلقه .. كلما سأل لم تكن تجيبه .. أخبرته أنها ترددت كثيرا حتى جاءته .. لكنها كانت تعلم تفاصيل الحفل .. هذا يعني أنها كانت حاضرة ..
هى ودارين كانا هناك .. سُحر بخيال دارين وجاءه واقع ليلى ..
غاضب .. غاضب منها غضبا مكتوما لا يعرف أين يخرجه وهى ما عادت على وجه الأرض ..
ما زال الأمر كالحلم .. بل يشعر أنه بكابوس منذ مرض ليلى .. أيام وليال بالمشفى والعلاج الكيميائي للمرض الذي تم اكتشافه بأخر مراحله ..
أيام وليال وراء قضبان حتى تطبع بطباع المجرمين والقتلة ..
لو جاءته دارين ما كانت مرت عليه تلك الأيام والليالي .. لو .. لو الشيطان تفتح باب ندم مرير ..
يرفع كفيه يقرأ الفاتحة قبل أن يغادر شاعرا .. شاعرا أن كل مشاعره تحول مسارها تلقائيا وبلا سبب .. كأن مشاعره تعرف وجهتها الأصلية ..
أنت تقرأ
عِشقكَِ عاصمةُ ضباب(مكتملة)
Romanceرواية بقلم المبدعة ساندي نور عشقكَِ .. عاصمةُ ضباب بفتح الكاف أو كسرها .. لا يهم العشق واحد والقلوب تختلف بداخل كل منا شيئا من ضباب شيئا لا ندرك كيف أتى ؟! .. ولكننا وجدنا أنفسنا هكذا المهم أن نفتح بصيرتنا لا أبصارنا .. لكى نرى ما نعجز عن رؤيته حقوق...