الفصل الخامس والعشرون الجزء الثاني
أنهت لمياء تنظيف البيت ثم دخلت غرفتها تغلقها عليها لتقيس ثوبها الجديد الذي اشترته بآخر ما تبقى معها من نقود أخر راتب لها في الصيدلية ..
لا شئ عاد يستحق أن تحفظ النقود لأجله .. جدها يرسل لها نقودا حتى وإن كانت قليلة لكنها تحفظها لأشهر دون أن تجد ما تنفقها به كغيرها من الفتيات .
منذ أن تركت عملها في الصيدلية وهى تشعر أنها خادمة في بيتها .. كانت تفعل كل شئ في المنزل بنفس سمحة لكن هذه الفترة والدتها تحاسبها وتؤنبها مرارا بصديقاتها اللاتي أصبحن أفضل منها فرغما عنها تشعر بقلة القيمة .
وبلحظة تعتبرها لمياء متهورة اشترت هذا الثوب ليلائم المناسبات رغم أنها لا تحضر إلا القليل ..
ينسدل الثوب الأزرق الداكن محكما على جذعها متسعا حتى فوق ركبتيها لترتدي تحته بنطالا أسودا ضيقا يحدد ساقيها وتقف أمام المرآة تنظر لنفسها برضا ..
لونه المفضل .. الأزرق الداكن .. استكمالا لاستجابتها له منذ عدة أيام .. الآن صار في حياتها رجل كما تمنت دوما .. فهل بتلك الطريقة كانت تتمناه ؟.
كانت على الطريق الصحيح حتى أرادت أن تدخل المتاهة بقدميها .. بل هى مَن صنعت المتاهة لتدور فيها بكل حمق وسذاجة ..
وأعجب ما في الأمر أنها تدرك كل ذلك .. وتصر عليه .
صوت الرنة يباغتها فيرقص قلبها في متاهته وهى تستدير متجهة لسريرها تأخذ هاتفها لتقرأ"' مساء الورد "'
تبتسم لمياء ببهجة خاصة وهى تجلس لتكتب
"' مساء الخير "'
فيرد ضياء كتابةً
"' لا .. أصبحت الآن مساء الخير حبيبي "'
تضحك لمياء وهى تنسى تعب يومها في تنظيف البيت وتكتب
"' آآآه .. بدأنا تحكمات "'
تأتيها رسالة صوتية من أربع ثوان فتمد يدها تأخذ سماعات الهاتف من تحت وسادتها لتسمع صوته المميز بنبرة رجولية لم تسمع مثلها قبلا
"' أحبكِ "'
يسري تيارا مرجفا بكل جسدها بهمس صوته فتغيم عيناها كالمسحورة وهى تكتب
"' حسنا .. مساء الخير حبيبي "'
يرد ضياء بنبرة إغواء خاصة
"' أجمل كلمة أشعر بها لميا "'
تعيش هائمة في دورها الذي ارتضته .. تؤلف له صورا وكتابات .. تتذكره بكثير من الأغنيات ..
حالتها الخاصة وهو يترك كل شئ لأجلها .. أو هكذا تشعر وهو يحادثها كل يوم مغدقا عليها أنهارا من العشق حتى فجر اليوم التالي فتنهض لتصلي وتوصيه بالصلاة فيؤكد لها أنه أداها .
تتزامن رنات هاتفها مع دموع عينيها على سجادة الصلاة لكنها تواصل الذنب بقلبٍ مهموم ونفس راغبة .. عاصية .
تميل بجسدها على السرير وهى تسأل بتملك"' أين أنت ؟ "'
يضحك ضياء ضحكته الرجولية الجذابة قائلا بتلاعب
أنت تقرأ
عِشقكَِ عاصمةُ ضباب(مكتملة)
Romanceرواية بقلم المبدعة ساندي نور عشقكَِ .. عاصمةُ ضباب بفتح الكاف أو كسرها .. لا يهم العشق واحد والقلوب تختلف بداخل كل منا شيئا من ضباب شيئا لا ندرك كيف أتى ؟! .. ولكننا وجدنا أنفسنا هكذا المهم أن نفتح بصيرتنا لا أبصارنا .. لكى نرى ما نعجز عن رؤيته حقوق...