الفصل الرابع
بدت شمس كأميرة حزينة بفستانها السماوى وشعرها البنى المرفوع ووجهها الجميل الهادئ بلمحة حزنه الخفية وهى تدخل بصحبة والدها ووالدتها .
اتجه إليهم حمزة فيسلم على عمه مقبلا ظاهر يده ثم يسلم على نجوى..
ثم يضع كفه على مؤخرة رأس شمس مقبلا جبينها بمحبة أخوية صادقة ..
حركة اعتاد عليها منذ الطفولة قبل أن تتوقف فى فترة معينة رأى فيها معاناة شمس وحاول التدخل ولكن عمه كان يمنعه ..
ثم عاد يقبل جبينها عازما على ألا يتوقف يوما عن دعمه وأخويته لها ..
سلموا على مَن يعرفونهم وقد حضر المدعوون من أصدقاء حمزة ودارين والسيد كامل والسيدة شاهندا
استغربت دارين حضور عمها الليلة كوالدها ووالدتها ولكنها ابتسمت بسعادة قائلة :" عمى لا تتصور مدى سعادتى بقدومك الليلة .. أنرت "
اقترب الحاج سليمان قليلا فقبلها على جبينها قائلا بوقار :
" كل عام وأنتى سالمة يا ابنتى "
سألت دارين عن قمر فأخبرتها شمس أنها تكلم صديقتها بالخارج وستدخل حالا.
كاد حمزة يجن ليخرج إليها لولا أن أخذه عمه سليمان ليحدثه وحدهما ..
بدا مشتتا ونظراته زائغة .. عيناه لا تفارق الباب المفتوح على مصراعيه بإنتظار ظهورها فى أية لحظة ...
الترقب يعصف بكيانه فيرفع نبضات قلبه بقوة .. ترى كيف ستكون الليلة ؟
لو بيده لركض تاركا عمه ليرها وحدها فيملأ عينيه من رؤيتها لعله يُشبع جوعه اللا منتهى .وأخيرا ظهر القمر ...
دخلت قمر بذقن مرفوع وعينين مُلِئَت غرورا وتحديا ..
وكما أرادت التفتت كل الرؤوس إليها .. وتألقت العيون إعجابا بها ..
واشتعلت عينا حمزة ..
على صوت دقات كعبها العال ساد صمت مهيب تتخلله بعض الهمهمات وأنغام تلك الموسيقى الهادئة التى أضفت على الجو سحرا .
وكأنها تخطو فوق القلوب بإستمتاع متسلط وكبرياء شامخ ..
وعلى صوت دقات قلبه الهادرة مرت عينا حمزة من ذلك الحذاء الفضى المختفى خلف طيات فستانها صعودا .. وصعودا .. وصعودا حبس أنفاسه وألجم لسانه بدهشة الجمال و .. غضب الغيرة ..
واشتعل اللهب الأخضر بعينيه .. لهبا عاكسا لفستانها النبيذى المقمرتختال بفستانها بلونه النبيذى الداكن بدائرة رقيقة جدا من الالماس الصغير اللامع على الجانب الأيسر لخصرها .. يخرج منها آشعة لا تكاد تُرى من الخطوط الماسية المتفاوتة فبدت كخيوط القمر الفضية الشاحبة ..
شعرها الأحمر مجموعا كحلقات حلزونية لامعة على كتفها الأيسر العارِ بينما ذراعها الأيمن يغطيه كُم طويل واسع من التموجات النبيذية فبدت تحفة ملونة مصقولة .
تجيد إختياراتها - المغرورة - .. تتحدى الجميع .. فستانها يضاهى شعرها فتنة .. ينطق على بشرتها شديدة البياض .. وشفتيها تصرخان بلونهما الأحمر ..
يراه فستانا لأجلها وحدها .. ككأس نبيذ مسكر .. عليه اسمها .. عليه .. القمر
أنت تقرأ
عِشقكَِ عاصمةُ ضباب(مكتملة)
Romanceرواية بقلم المبدعة ساندي نور عشقكَِ .. عاصمةُ ضباب بفتح الكاف أو كسرها .. لا يهم العشق واحد والقلوب تختلف بداخل كل منا شيئا من ضباب شيئا لا ندرك كيف أتى ؟! .. ولكننا وجدنا أنفسنا هكذا المهم أن نفتح بصيرتنا لا أبصارنا .. لكى نرى ما نعجز عن رؤيته حقوق...